عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

تبدأ غداً الخميس.. زخة شهب القيثارات تضيء سماء أبريل

تم النشر في: 

16 أبريل 2025, 7:35 صباحاً

بعد أشهر من السكون الفلكي وانعدام نشاط الشهب تقريباً، تعود الحياة إلى سماء النصف الشمالي من الكرة الأرضية هذا الربيع مع ظاهرة "زخة شهب القيثاريات" (Lyrids)، وهي واحدة من أقدم الزخات المعروفة في التاريخ، حيث سُجلت لأول مرة منذ أكثر من 2700 عام.

تبدأ زخة شهب القيثارات غداً الخميس

وبحسب موقع "فوربس الشرق الأوسط"، تبدأ هذه الزخة المرتقبة في الخميس 17 أبريل 2025 وتستمر حتى الـ 26 من الشهر نفسه، في حين يُتوقع أن تبلغ ذروتها في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء 22 أبريل، حيث يمكن مشاهدة ما يقارب 18 شهاباً في الساعة، من بينها كرات نارية شديدة السطوع قد تضيء السماء لثوانٍ.

لماذا "زخة شهب القيثاريات" مميزة؟

ما يميّز شهب القيثاريات هو سطوعها العالي واحتمالية مشاهدة الكرات النارية، وهي نيازك ساطعة تعادل في لمعانها كوكب الزهرة أو تفوقه، وفقاً للجمعية الأميركية للنيازك. هذه الكرات النارية تظهر احتراق نيازك كبيرة الحجم في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تأيّن الذرات في الجو وترك "أثر متوهج" قد يستمر لعدة ثوانٍ، يُعرف علمياً باسم "المسار المتبقي" (Persistent Train).

موعد الظاهرة وأفضل توقيت لرصدها

الأفضلية دائماً تكون في ساعات ما بعد منتصف الليل حتى ، وهي الفترة التي تكون فيها السماء أكثر ظلمة والفرصة أكبر لرؤية الشهب، خاصة إذا كانت السماء صافية وبعيدة عن أضواء المدن.

وتُعَد هذه الزخة مثالية لسكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية، لأن الشهب تبدو وكأنها تنبعث من كوكبة "القيثارة" (Lyra)، التي تحتوي على نجم "فيغا" الساطع، والذي يظهر في الجهة الشمالية الشرقية من السماء بعد حلول الظلام.

ولهذا، تعد أيام الإثنين 21 أبريل والثلاثاء 22 أبريل والأربعاء 23 أبريل ليالي رائعة لرصد الظاهرة، في حال توافر الظروف الملائمة لذلك.

من أين تأتي هذه الشهب؟

تنتج زخة شهب القيثاريات عن مرور الأرض عبر الحطام الفضائي الذي تركه خلفه المذنب طويل المدار "C/1861 G1 Thatcher"، الذي يستغرق نحو 422 عاماً لإتمام دورة كاملة حول الشمس. آخر مرة مرّ فيها هذا المذنب كانت في عام 1861، ولن يظهر مجدداً إلا في عام 2283.

وعن هذا المذنب يصرح الدكتور نيك موسكوفيتز؛ من مرصد "لويل": "بأنه مذنب غامض لا نعرف عنه الكثير، لأنه يقضي معظم وقته في أعماق النظام الشمسي، حيث لا يمكن حتى لأقوى تلسكوباتنا رؤيته".

كيف تتشكّل الشهب؟

تتكون الشهب نتيجة احتكاك جزيئات دقيقة من الغبار أو الصخور بالغلاف الجوي للأرض عند دخولها بسرعة هائلة، ما يؤدي إلى احتراقها وانبعاث ضوءٍ مرئي يُعرف بالشهاب.

وتراوح هذه الجزيئات في الحجم، كما يوضح موسكوفيتز؛ بين "حبيبات دقيقة تشبه البودرة" و"قطع كبيرة بحجم الكرات الزجاجية أو حتى البرتقال"، وهذا التنوّع في الحجم يؤدي إلى تنوّع في شدة سطوع الشهب؛ ما يجعل الزخة أكثر إثارة للمشاهدة.

كيف تستعد لمشاهدتها؟

للاستمتاع بزخة الشهب بأفضل شكلٍ ممكن، ينصح الخبراء بالتعامل مع الحدث كما لو أنه جلسة تأمل في السماء أو مراقبة للنجوم. ويُفضل الخروج إلى الهواء الطلق في الساعات التي تسبق الفجر، خصوصاً في ليلة الذروة، حيث تكون السماء في أشد حالاتها ظلمة، ما يوفّر بيئة مثالية لرؤية "النجوم اللامعة" أو ما يُعرف بالشهب المتساقطة.

ومن المهم تجنُّب النظر إلى الهاتف المحمول أثناء الرصد، إذ إن الضوء الأبيض الساطع المنبعث منه يُضعف الرؤية الليلية ويقلّل من فرص ملاحظة الشهب المتوهجة. كما يُستحسن الابتعاد قدر الإمكان عن مصادر الإضاءة الصناعية، سواء كانت أعمدة إنارة الشوارع أو أنظمة الأمان المحيطة.

وعلى الرغم من أن هذه الشهب تبدو كأنها تنبعث من نقطة قريبة من نجم "فيغا" اللامع في كوكبة "القيثارة" (Lyra)، فإن زخات الشهب تُعَدُّ ظواهر سماوية شاملة، أي إن الشهب يمكن أن تظهر في أي مكانٍ من السماء، لا من جهة واحدة فقط. لذا، يكفي أن ترفع نظرك إلى السماء وتستمتع بالمشهد دون الحاجة إلى توجيه النظر نحو نقطة معينة.

ظاهرة أخرى مرتقبة: زخات شهب إيتا الدلويات

بمجرد أن تخفت زخات شهب القيثاريات في نهايات أبريل، تبدأ مباشرةً زخاتٌ جديدة لا تقل روعة، وهي إيتا الدلويات (Eta Aquarids)، التي تمتد من 19 أبريل حتى 28 مايو، وتبلغ ذروتها في الساعات الأولى من فجر يوم الإثنين 5 مايو.

وخلال هذه الذروة، يُتوقع رصد ما بين 40 إلى 60 شهاباً في الساعة؛ ما يجعلها من أكثر الزخات نشاطاً في هذا الموسم.

تنتمي هذه الشهب إلى المذنب الشهير "هالي" (Halley’s Comet)، الذي يُعد من أكثر المذنبات المعروفة في التاريخ، ويتميّز بمدار قصير نسبياً، حيث يدور حول الشمس مرة كل 76 عاماً. وكانت آخر زيارة له إلى النظام الشمسي الداخلي عام 1986، ومن المتوقع أن يعود مجدداً عام 2061.

وتُعد زخات إيتا الدلويات من الظواهر التي تُرصَد بشكلٍ أفضل في نصف الكرة الجنوبي، وذلك لأن نقطة إشعاعها -أي النقطة التي يبدو أن الشهب تنطلق منها- تقع في كوكبة "الدلو" (Aquarius)، وهي كوكبة تظهر منخفضة في الأفق الجنوبي الشرقي عند مشاهدتها من النصف الشمالي للكرة الأرضية؛ ما يجعل رؤيتها أصعب نسبياً في هذا الجزء من العالم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا