16 أبريل 2025, 8:21 صباحاً
كانت تمشي بصعوبة، تحمل قدماً تثقلها الآلام وتشخيصاً قاسياً جعل أحد الأطباء يقول لها إنها وصلت إلى مرحلة لا عودة، وإن النهاية أصبحت قريبة، لكنها لم ترضَ بهذا المصير، لم تقبل أن تكون مجرد حالة طبية يتم تصنيفها بـ"الأسوأ من السيئ"، بل قررت أن تعيد تعريف قصتها بنفسها.
نورة النشاري، من مدينة تبوك الفتاة التي أخبرها الطب أنها لن تسير، أصبحت اليوم تسير بثقة نحو أحلامها، تقود السياح بسيارتها، وتحمل في يدها الأخرى شهادات وإنجازات حصدتها رغم كل الظروف.
تقول نورة في حديثها لـ «سبق»: كنت أسمع جملة (ما فيك شيء) من بعض الأطباء، وكنت أبتسم وأنا بداخلي أعرف أن "فيني شيء"، لكن مشكلتي ما كانت في الألم، كانت في التعامل مع الألم، تنقلت بين المستشفيات بحثاً عن علاج، وخضعت لفحوصات دقيقة وأجريت لي خزعة عضلية، وكلما شعرت أن الطريق يضيق، كنت أفتح دفتر أهدافي وأكتب: "ما توقفني رجلي، توقفني فكرتي عنها".
وتابعت "وسط هذه التحديات، قررت من 2017 أن أبدأ رحلة التحدي فوجدت في المجال السياحي نافذتي للحياة، بدأت أدرس وأتدرب، التحقت بدورات الإرشاد، وكنت أزور المواقع السياحية قبل الزوار، أقف أمام معالم التاريخ، أراجعه وأحكيه لنفسي كأنني أروي قصة شخصية، شعرت أن هذه الأرض تنبض برسالة، وأن عليّ أن أكون صوتها، أن أنقلها كما يجب، بصوت مليء بالإيمان، لا بالإحباط.
وقالت "في ذروة هذا الشغف، شاركت بخدمة ضيوف الرحمن، وساهمت في تنظيم وتوجيه الحجاج والمعتمرين، حتى حصلت على أعلى عدد من الساعات التطوعية وكان لتكريمي من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، أثر بالغ في نفسي، فقد تشرفت بالسلام عليه، وكانت كلماته مصدر إلهام لن أنساه، منحني دفعة لا تُقدّر بثمن، وأكد لي أن ما أقوم به لم يكن جهداً عابراً، بل أثر يُحتفى به.
وأضافت النشاري "العمل الميداني وحده لم يكن هدفًا، بل حصلت أيضاً على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، رغم ما تطلبه ذلك من تنقل وجهد ومواجهة للظروف الصحية.
تقول نورة: "الألم يصنع أمل، والأمل هو الوقود الحقيقي لأي إنجاز، كانت أيام الدراسة مرهقة، لكنها زرعت بداخلي شعوراً أنني أقوى من كل عثرة".
اليوم، نورة النشاري تتحدث بطلاقة بالعربية والإنجليزية، وترافق الزوار والسياح بنفسها، تقودهم، تشرح لهم، تبتسم بثقة، وتثبت أن الإرادة حين تتشبث بالحياة، تصنع المستحيل.
وتختم نورة حديثها لـ«سبق»: الحياة لا تنتظر أحداً.. وأنا قررت ألا أنتظر. أتحرك، أتحدى، أحقق.. وما زال في الطريق بقية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.