26 أبريل 2025, 2:23 مساءً
يمثل اليوم العالمي للطب البيطري الذي يصادف السبت الأخير من شهر أبريل كل عام مناسبة مهمة لإبراز الجهود الكبيرة التي يقوم بها هذا المجال في تنمية الثروة الحيوانية والحفاظ على صحة الإنسان من الأمراض المشتركة بينه وبين الحيوان، إلى جانب توفير غذاءٍ آمن وصحي للمستهلك، كما يقوم الطبيب البيطري بمهام حيوية، تتمثل في منع وصول الأمراض إليها عن طريق الغذاء.
وحققت المملكة نهضة كبيرة في منظومة البيئة والمياه والزراعة بمجال الطب البيطري، مخصصة العيادات والمختبرات والمحاجر البيطرية للكشف والتشخيص ووقاية الحيوان والتصدي للأمراض ومكافحتها ومنع دخولها إلى المملكة، والتأكد من الصحة العامة وسلامة الغذاء داخل المسالخ والعيادات والصيدليات البيطرية الخاصة، ومشروعات الألبان، وتسمين الحيوانات، ومشروعات الدواجن، وشركات الأدوية ومركز اللقاحات والأمصال.
ويتمثل هذا الدور الكبير في ما يقوم به المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها (وقاء)، الذي يؤدي جهداً كبيراً في حماية المملكة من الأمراض الحيوانية عبر تحقيق الصحة الحيوانية وفق أعلى الممارسات العالمية، ويلقي على عاتق العيادات والمختبرات والمحاجر البيطرية مهام فحص جميع الإرساليات المستورَدة والمصدَّرة والعابرة؛ لضمان خلوها من الأمراض المعدية والوبائية، إلى جانب ما يتبع ذلك من الإجراءات المحجرية من معالجة وتطهير أو إعادة تصدير أو حجر، وذلك بالتنسيق مع إدارة تقييم مخاطر الثروة الحيوانية.
ويأتي تفعيل اليوم العالمي للطب البيطري في المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها (وقاء) بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة؛ تجسيداً لحرص المملكة على تعزيز منظومة الصحة العامة، وفقاً لمفهوم "الصحة الواحدة" الذي يُعنى بالتكامل بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، ويُعد ركيزة أساسية للوقاية من الأمراض الحيوانية.
ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "صحة الحيوان تتطلب فريقاً"؛ تأكيداً على أن رعاية صحة الحيوان ليست مسؤولية فردية، بل هي عمل جماعي يشارك فيه الأطباء البيطريون والعاملون في الصحة العامة، والمزارعون، والباحثون، وصناع القرار، لتحقيق هدف مشترك وهو تعزيز صحة الحيوان جزءاً لا يتجزأ من الصحة الواحدة.
كما أن الطب البيطري لا يقتصر على الرعاية الصحية للحيوانات فحسب، بل يشمل أيضاً دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي وتعزيز الرفاهية العامة؛ فالحيوانات، سواءً كانت أليفة أو برية، تشكل جزءاً لا يتجزأ من النظام البيئي، وتؤثر في الحياة بطرق متعددة، وتولي المملكة في هذا الإطار اهتماماً بالغاً للطب البيطري، إدراكاً منها لأهميته الحيوية في الحفاظ على صحة الحيوانات وضمان سلامة البيئة.
ويأتي هذا الاهتمام في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز الصحة العامة وتحقيق التنمية المستدامة، وتبني إستراتيجيات ومبادرات تهدف إلى تحسين صحة الحيوانات وحمايتها، إذ تسعى المملكة من خلال إستراتيجياتها الوطنية إلى تعزيز جودة الخدمات البيطرية، وذلك من خلال تطوير الأنظمة والتشريعات التي تدعم ممارسة الطب البيطري.
وتشمل هذه الجهود توفير التدريب المستمر للعاملين في هذا المجال، ومن خلال الأبحاث والدراسات، وتستثمر في الأبحاث والدراسات العلمية المتعلقة بالطب البيطري، بهدف فهم الأمراض الحيوانية وكيفية السيطرة عليها، يشمل ذلك التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية المحلية والدولية لتطوير حلول مبتكرة.
وتظهر المملكة التزاماً قوياً في مواجهة الأزمات الصحية المتعلقة بالحيوانات، مثل الأمراض الوبائية، ويتم ذلك من خلال وضع خطط طوارئ فعالة تهدف إلى السيطرة على انتشار الأمراض وحماية الثروة الحيوانية، وتسعى أيضاً إلى إشراك الشباب في مجال الطب البيطري، عبر برامج تعليمية وتدريبية تُعزز من اهتمامهم بالعلوم البيطرية، ويُعد الشباب جزءاً أساسياً من مستقبل الطب البيطري، إذ يُمكن أن يقوموا بدور فعال في تعزيز الوعي والرعاية الصحية للحيوانات.
وتؤكد المملكة من خلال هذه الجهود المتكاملة أهمية الطب البيطري بوصفه عنصراً أساسيّاً في ضمان صحة المجتمع واستدامة البيئة؛ مما يُجسد التزامها العميق بتعزيز رفاهية جميع الكائنات الحية، التي يعمل معها مركز "وقاء" بالتعاون الجهات المختصة على تمكين جميع الآليات المعتمدة لتعزيز عمل الطبيب البيطري، والتزامه بمواصلة دعم الطب البيطري وتعزيز قدراته في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وينهض المركز بأهمية تعزيز التوعية والتثقيف والتعليم في مجال الطب البيطري وتطوير البرامج والسياسات التي تسهم في تعزيز الصحة العامة وسلامة الغذاء، إلى جانب توفير البيئة المناسبة لتنمية عملهم والمساهمة في خدمة المستفيدين ودفع عجلة التنمية المُستدامة في القطاع الزراعي المحلي، إذ يسهم الطبيب البيطري في وضع الخطط والأدلة التنظيمية للوقاية من الأمراض الحيوانية، والاستجابة السريعة والتأهب للاندلاعات الوبائية حال حدوثها، ورفع الوعي والثقافة المجتمعية بالأمراض الحيوانية وسبل الوقاية منها، ورصد وتحليل وتقييم مخاطر الأمراض الحيوانية ونواقلها، وحماية المجتمع من خطر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
ويعمل المركز على دور جوهري لهذه المهنة في حماية الصحة العامة، لا سيما في مجالات التشخيص والرصد والاستجابة السريعة للأمراض الحيوانية المعدية والحد من مخاطر انتقالها إلى الإنسان.
يذكر أن اليوم العالمي للطب البيطري يستهدف هذا اليوم التوعية بدور الطبيب البيطري في المجتمع والحفاظ على صحة الحيوان والإنسان، إذ يمثل الطبيب البيطري خط الدفاع الأول للصحة العامة والحماية من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، ولما له من دور بارز في توفير غذاء آمن وصحي للمستهلك.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.