عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"اعتراف تاريخي".. موسكو وبيونغ يانغ تؤكّدان قتال قوات كورية شمالية مع الجيش الروسي في أوكرانيا

تم النشر في: 

28 أبريل 2025, 7:46 صباحاً

لأول مرة منذ عقود، تتجاوز كوريا الشمالية حدودها الجغرافية لتشارك رسمياً في صراعٍ مسلحٍ كبيرٍ خارج شبه الجزيرة الكورية، فقد أكّد كلٌ من موسكو وبيونغ يانغ اليوم (الإثنين) وجود قوات كورية شمالية تقاتل إلى جانب القوات الروسية في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ قدّم الشكر العلني لهذه القوات على ما وصفه بـ "بطولتها وتفانيها" في الدفاع عن الأراضي الروسية، وهذه المشاركة، التي تردّدت تقارير عنها منذ الخريف الماضي، تأتي في إطار تعزيز التحالف بين البلدين، وتستند ظاهرياً إلى معاهدة الدفاع المشترك الموقعة أخيراً بين الرئيس بوتين؛ والزعيم كيم جونغ أون؛ مما يفتح فصلاً جديداً في ديناميكيات الصراع الأوكراني والتحالفات الدولية.

تأكيد رسمي

وأعلن التأكيد عبر بيانٍ صادرٍ عن الكرملين، أشاد فيه الرئيس بوتين؛ بـ "بطولة وتفاني المقاتلين الكوريين الشماليين"، مؤكداً أنهم "جنباً إلى جنبٍ مع المقاتلين الروس، دافعوا عن وطننا الأم كوطنٍ لهم"، ويشكّل هذا البيان اعترافاً روسياً صريحاً بمشاركة القوات الكورية الشمالية في القتال، بعد فترة طويلة من التكهنات والتقارير الاستخباراتية غير المؤكّدة من دول غربية، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".

وقبل هذا التأكيد الرسمي، كانت تقارير استخباراتية أمريكية وكورية جنوبية وأوكرانية قد أشارت منذ الخريف الماضي إلى أن كوريا الشمالية أرسلت ما بين 10 آلاف و12 ألف جندي إلى روسيا، وكانت هذه التقارير تصف الخطوة بأنها أول مشاركة لبيونغ يانغ في نزاعٍ مسلحٍ بهذا الحجم منذ نهاية الحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامَي 1950 و1953، ورغم عدم نفي أو تأكيد بيونغ يانغ هذه التقارير آنذاك، فإن اعتراف اليوم يضع حداً للتكهنات حول هذا الدعم العسكري المباشر.

إطار التعاون

وأكّد الجانب الكوري الشمالي، المشاركة عبر بيان للجنة العسكرية المركزية بثّته وسائل الإعلام الرسمية، نقلاً عن الزعيم كيم جونغ أون؛ وأوضح البيان أن قرار إرسال القوات القتالية إلى روسيا جاء بموجب معاهدة الدفاع المشترك التي وقّعها كيم؛ وبوتين؛ في يونيو 2024، وتُعد هذه المعاهدة أكبر اتفاقية دفاع بين البلدين منذ حقبة الحرب الباردة، وتنص على التزام كلا الطرفين بتقديم مساعدة عسكرية فورية بالوسائل المتاحة كافة في حال تعرُّض أي منهما لهجومٍ، وبرّر كيم؛ الخطوة بأنها تهدف إلى "إبادة واجتثاث المحتلين الأوكرانيين النازيين الجدد وتحرير منطقة كورسك بالتعاون مع القوات المسلحة الروسية"، واصفاً المقاتلين بأنهم "أبطال وممثلون لشرف الوطن الأم"، وأشار كيم إلى خطط لإنشاء نصب تذكاري في بيونغ يانغ لتخليد مآثر المعركة، ورعاية خاصة لأسر الجنود المشاركين.

ولم يورد البيان الكوري الشمالي أعداد القوات التي تم إرسالها أو عدد الضحايا في صفوفها، إلا أن الجيش الكوري الجنوبي كان قد قدر في مارس الماضي مقتل أو إصابة نحو 4 آلاف جندي كوري شمالي في جبهات القتال الروسية - الأوكرانية، إضافة إلى إرسال بيونغ يانغ نحو 3 آلاف جندي إضافي إلى روسيا في وقتٍ سابقٍ من هذا العام.

وعلى الرغم من أن الجنود الكوريين الشماليين يتمتعون بمستوى عالٍ من الانضباط والتدريب، إلا أن مراقبين يرون أن نقص خبرتهم القتالية وعدم درايتهم بالتضاريس جعلهم أهدافاً سهلة لهجمات الطائرات المسيّرة والمدفعية، ومع ذلك، يرى مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أوكرانيون أن هؤلاء الجنود اكتسبوا خبرة ميدانية حاسمة وشكّلوا عنصراً أساسياً في إستراتيجية روسيا التي تعتمد على إرهاق أوكرانيا بإلقاء أعدادٍ كبيرة من الجنود في معركة كورسك تحديداً.

إدانة دولية

وفي رد فعلٍ فوري على التأكيد الكوري الشمالي، حثّت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية، بيونغ يانغ على سحب قواتها من روسيا فوراً، واعتبرت الوزارة أن دعم الشمال لـ "غزو روسيا غير القانوني" لأوكرانيا يشكّل "استفزازاً خطيراً للأمن الدولي"، كما وصف المتحدث باسم الوزارة، كو بيونغسام، نشر القوات بأنه "عملٌ ضدّ الإنسانية" يضحي بالجنود الكوريين الشماليين الشباب من أجل مصلحة حكومتهم، مما يعكس حجم القلق الإقليمي والدولي من تداعيات هذا التطور.

وإلى جانب إرسال القوات، تواصل كوريا الشمالية تزويد روسيا بكميات كبيرة من الأسلحة التقليدية، وهو ما يثير قلقاً متزايداً لدى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وشركائهما، وينبع هذا القلق من احتمال أن تكافئ روسيا بيونغ يانغ على دعمها العسكري بنقل تكنولوجيات أسلحة متقدمة يمكن أن تعزّز بشكلٍ كبيرٍ برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية.

كما يُتوقع أن تحصل بيونغ يانغ على مساعدات اقتصادية وغيرها من روسيا مقابل دعمها العسكري المستمر، وفي خضم هذه التطورات، تظل الصورة معقدةً على الساحة الدولية، حيث تتشابك التحالفات وتتغيّر ديناميكيات الصراع، فإلى أي مدى ستؤثر هذه المشاركة الكورية الشمالية في مسار الحرب وتوازنات القوى العالمية؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا