شهدت مدينة إزمير التركية، إحدى أكبر المدن الساحلية في البلاد، حادثة عنف مروعة في مقهى شعبي بمنطقة قوناك، حيث أقدم شابان على إطلاق النار داخل المقهى، ما أسفر عن إصابات وحالة من الذعر بين الرواد، بسبب خلاف عاطفي حول فتاة سورية، في واقعة أثارت جدلاً واسعاً حول التوترات الاجتماعية في المدينة التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين.

واقتحم شابان يُعتقد أنهما في العشرينات من العمر، مقهى «أوغور» الشعبي الواقع في حي قوناك المزدحم، وبحسب شهود عيان، بدأ الشابان بالصراخ وتوجيه التهديدات قبل أن يسحبا أسلحة نارية ويطلقا النار بشكل عشوائي داخل المقهى، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بينهم صاحب المقهى بجروح متفاوتة، فيما تم نقل المصابين إلى مستشفى إزمير الحكومي لتلقي العلاج.

وكشفت التحقيقات الأولية للشرطة أن الحادثة نجمت عن نزاع عاطفي بين أحد المهاجمين وفتاة سورية تعيش في المدينة، وبحسب مصادر أمنية، كان أحد الشابين على علاقة بالفتاة، لكن خلافات شخصية تصاعدت إلى مواجهة عنيفة عندما تورط طرف ثالث، ما دفع المهاجمين إلى استهداف المقهى الذي كان يتردد عليه أحد الأطراف المرتبطة بالنزاع، وتلاحق الشرطة الشابين بعد فرارهما من مكان الحادث منذ مساء أمس الأول (الأحد)، لكنها أوقفت ثلاثة سوريين بتهمة مساعدتهما على الهروب.

وتُعد إزمير واحدة من أبرز المدن التركية التي تستضيف اللاجئين السوريين، إذ يعيش فيها أكثر من 150000 لاجئ، وفقاً لإحصاءات مديرية الهجرة التركية، وقد شهدت المدينة، مثل غيرها من المدن التركية الكبرى، توترات اجتماعية متزايدة بين السكان المحليين واللاجئين، نتيجة التنافس الاقتصادي أو الحوادث الفردية التي تُعمم على المجتمع السوري.

وفي السنوات الأخيرة، سجلت إزمير عدة حوادث عنف ضد السوريين، منها مقتل شاب سوري طعناً في منطقة قوناك عام 2023، واعتداءات أخرى أثارت نقاشات حول العنصرية والاندماج، وأثارت الحادثة غضباً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، إذ دعا ناشطون إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجمين وتعزيز التوعية بأهمية التعايش السلمي.