30 أبريل 2025, 12:08 مساءً
في خطوة تعكس إصراره على تنفيذ سياساته، احتفل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمرور مائة يوم على توليه منصبه لولايته الثانية، وذلك خلال مسيرة حاشدة أقامها في ولاية ميشيغان الأمريكية، واستغل ترامب المناسبة، التي تجمع بين الاحتفاء بمنجزاته وتوجيه رسائل سياسية قوية، ليهاجم بشدة "القضاة اليساريين المتطرفين" الذين يتهمهم بمحاولة سلب سلطاته، مطلقًا تحذيرًا صارمًا مفاده : "لا شيء سيوقفني".
اختيار الموقع
واختيار ترامب لولاية ميشيغان ليس فقط اعترافًا بالدور الذي لعبته في دفع حملته نحو الفوز على منافسته كامالا هاريس في انتخابات نوفمبر الماضي، بل أيضًا لكونها ولاية صناعية قد تكون مستفيدًا رئيسيًا من سياسات التعريفة الجمركية التي يروج لها باعتبارها سببًا في إحياء التصنيع الأمريكي، ومع ذلك، لم تكن الأجواء مثالية تمامًا، حيث بدا مركز الرياضة والمعارض الشاسع في مدينة وارن، القريبة من ديترويت، نصف ممتلئ فقط بالحضور، وشوهد تيار مستمر من الناس يغادرون قبل نهاية خطابه الذي استمر 89 دقيقة، واتسم بالتشتت والانتقال بين عدة محاور، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ولم يتردد الرئيس السابق في توجيه اتهامات قوية للإدارة السابقة بتدبير "غزو حدودي هائل" سمح -وفقًا لزعمه- للعصابات والكارتلات والإرهابيين بالتسلل إلى المجتمعات الأمريكية، مدافعًا عن سياسته، وخصوصًا استخدامه لقانون الأعداء الأجانب الذي يعود لعام 1798 ويمنحه سلطة ترحيل مواطني الدول المعادية في زمن الحرب، شدد ترامب على الانتقال من "الغزو الجماعي" الذي يتهم الديمقراطيين بالتعهد به، إلى "الترحيل الجماعي" الذي تعد به إدارته.
هجوم قضائي
وتحول الهجوم بعد ذلك إلى السلطة القضائية، التي وصفها بأنها تحاول "سلب السلطة الممنوحة للرئيس للحفاظ على بلدنا آمنًا"، معربًا عن إحباطه الواضح، قال ترامب : "لا يمكننا السماح لعدد قليل من القضاة اليساريين المتطرفين بعرقلة تطبيق قوانيننا وتولي الواجبات التي تخص رئيس الولايات المتحدة وحده". وحذر قائلاً : "ليس هذا شيئًا جيدًا، لكنني آمل من أجل بلدنا أن المحكمة العليا ستنقذ هذا، لأننا يجب أن نفعل شيئًا. هؤلاء الناس يبحثون فقط عن تدمير بلدنا. لا شيء سيوقفني في مهمة إعادة أمريكا آمنة مرة أخرى".
وفي لمسة وصفها البعض بأنها "درامية قاتمة"، شجع ترامب الحشد على مشاهدة شاشات كبيرة عرضت ما قيل إنه أعضاء عصابات فنزويليون تم ترحيلهم من الولايات المتحدة وصلوا الشهر الماضي إلى السلفادور، وظهروا وهم يحلقون رؤوسهم أو يتعرضون لسوء معاملة من قِبل الحراس، وكانت لقطات الفيديو، التي شاركها في الأصل الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي، مصحوبة بموسيقى تصويرية ذات طابع إثارة، واختتم العرض برسالة بسيطة على الشاشات : "100 يوم من العظمة"، وسط هتافات مدوية من الحشد الذي اندفع في هتافات : "أمريكا! أمريكا! أمريكا!".
أجواء المسيرة
وغطت اللافتات التي تحمل شعارات مثل "الاستثمار في أمريكا" و"وظائف! وظائف! وظائف!" و"العصر الذهبي" و"اشترِ أمريكيًا، وظف أمريكيًا" و"الحلم الأمريكي عاد" أرجاء الساحة، بينما حمل أنصار ترامب لافتات بشعارات مألوفة مثل "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" و"العصر الذهبي لأمريكا"، وسط هذا الحماس، برزت لافتة كتب عليها "ترامب 2028"، وعلى الرغم من القيود الدستورية التي تمنعه من الترشح لولاية ثالثة، بل إن مساعدة بالبيت الأبيض، مارغو مارتن، انضمت إليه على المسرح وسألت الحشد : "ترامب 2028، أي شخص؟" ليقابلها زئير عالٍ، مع الإشارة إلى ارتفاع معدل البطالة في ميشيغان أخيرًا لثلاثة أشهر متتالية.
وواصل ترامب دعمه لحلفائه، مؤكدًا ثقته الكاملة في وزير الدفاع بيت هيغسيث على الرغم مما وصفه بـ "ملاحقة الأخبار المزيفة له"، واصفًا إياه بأنه "صعب المراس"، ولم ينسَ الإشادة بالملياردير إيلون ماسك و"إدارته للكفاءة الحكومية"، منتقدًا ما اعتبره ظلمًا تعرض له رجل الأعمال ومؤسس تسلا وسبيس إكس، واصفًا ذلك بأنه "عار"، وشهدت المسيرة أيضًا مداخلات من ضيوف، من بينهم عامل السيارات المتقاعد بريان بانبيكر، الذي تحدث عن كتاب يكتبه حول دعمه لترامب، ونائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر، الذي قدم شكرًا جادًا لترامب لكونه "أعظم رئيس في التاريخ الأمريكي".
وعلى الجانب الآخر، قدم الديمقراطيون تقييمًا مختلفًا تمامًا للمسيرة، ووصف كين مارتن، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، ما حدث بأنه "عرض مثير للشفقة" لن يفعل شيئًا لمساعدة العائلات التي تضررت -حسب قوله- خلال المائة يوم الأولى. مؤكدًا أن سكان ميشيغان وبقية البلاد "يرون ترامب بوضوح"، وأن لديه "أدنى معدل موافقة في أول 100 يوم منذ أجيال"، فهل ستعكس صناديق الاقتراع في المستقبل هذا التقييم السلبي، أم أن رسائل ترامب النارية ما زالت تجد صداها القوي لدى قاعدته؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.