01 يونيو 2025, 8:27 مساءً
في كل موسم حج، تتحوّل مشعر "منى" إلى مدينة إيمانية مؤقتة تنبض بالحياة، وتستقبل الملايين من ضيوف الرحمن. وبينما كانت الخيمة البيضاء لعقود رمزًا تقليديًا للحج، فإن المواسم الأخيرة تشهد تحولًا نوعيًا وهادئًا نحو مفهوم المخيمات الذكية، التي تعيد رسم تجربة الإقامة الروحية بتقنيات هندسية متقدمة.
فقد شهدت البنية التحتية في منى تطورًا ملحوظًا، شمل أنظمة التكييف المركزي، وتوزيع الطاقة، وتقنيات السلامة المتقدمة، بالإضافة إلى خدمات تفاعلية متصلة. وأوضحت شركة "كدانة" – المطوّر الرئيسي للمشاعر المقدسة – خلال مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2025، أن هذه المخيمات تراعي الاستدامة والذكاء في تصميمها، بدءًا من الإنذار المبكر وحتى التوزيع المرن للكتل السكنية والخدمية.
ولا تقتصر التحسينات على الجانب الخارجي، بل تمتد إلى فلسفة الإيواء ذاتها، عبر خيام قابلة لإعادة الاستخدام، أكثر مرونة ومتانة، ما يقلل من الهدر الموسمي ويرفع كفاءة الموارد، مع ضمان بيئة صحية متصلة بالخدمات الطبية والنقل والتموين.
اليوم، لم تعد الخيمة مجرّد مأوى، بل نقطة اتصال ذكية بأنظمة متكاملة تشمل الإرشاد، والطعام، والرعاية الصحية. وكل خيمة ترتبط بأنظمة بيانات مركزية تمكّن من تحديد موقع الحاج وتقديم المساعدة الفورية، إلى جانب متابعة حركة التفويج والانسيابية داخل المشعر.
وبحسب تقرير لصحيفة "الوطن" نُشر في 29 مايو 2025، فإن المخيمات الجديدة تُدار بأنظمة مراقبة دقيقة تراعي الكثافة السكانية المؤقتة دون التأثير على جودة المعيشة أو تدفق الحشود، وأصبحت أشبه بفنادق ميدانية عالية التنظيم تضم مراكز إسعاف متصلة شبكيًا، وأرضيات عازلة، وإضاءة ذكية، مع فرق صيانة تعمل على مدار الساعة.
أما تقرير "Travel and Tour World" الدولي فقد وصف تجربة الحج الحالية بأنها "ثورة خدمية" تجعل من منى أحد أكثر نماذج الإيواء المؤقت تطورًا في العالم، سواء في بنيتها التحتية أو في آلية إدارتها واستجابتها الفورية.
ومع رعاية حكومة المملكة المستمرة وحرصها على جودة التجربة، لم تعد منى مجرد محطة بين شعيرتين، بل تحوّلت إلى رمز مادي لرؤية وطنية وضعت الحاج في قلب أولوياتها. في "منى الذكية"، تنام القلوب مطمئنة، لأن التنظيم يُدار من "الرؤية".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.