علمت "سبق" أن عددًا من سكان قرى "الجوة" جنوب غرب محافظة العارضة بمنطقة جازان، يستعدون لتقديم شكوى رسمية إلى أمير المنطقة الجديد، بشأن تعثر مشروع المياه المحلاة لأكثر من 16 عامًا، رغم رصد ميزانية تتجاوز 160 مليون ريال لتنفيذه. وأكد الأهالي أن آمالهم كبيرة في أمير المرحلة لوضع حد لمعاناتهم الطويلة، وإنهاء المشروع المتعثر الذي طال انتظاره، في ظل استنزافهم المادي بسبب الصهاريج، وخطر الاعتماد على مياه الآبار المكشوفة.

وقال السكان إن ما يؤلمهم أن جميع القرى المحيطة شمالًا وجنوبًا وشرقًا تنعم بالخدمة، بينما قرى "الجوة" البالغ عددها أكثر من عشرين قرية، ويسكنها ما يزيد على 5 آلاف نسمة، لا تزال محرومة، رغم مرور الخط الرئيسي للمياه بها، وتنفيذ التوصيلات الداخلية، ولم يتبقَّ سوى اعتماد تشغيل الخدمة وإطلاق الفواتير.

وأوضح المتضررون أن أسعار الصهاريج المرتفعة باتت عبئًا ثقيلًا يقاسمهم دخلهم الشهري، ومع ذلك لا تفي بالكميات المطلوبة للاستخدام اليومي، مشيرين إلى أن كثيرًا من الأسر باتت تعتمد على مياه الآبار، التي غالبًا ما تكون مكشوفة ومصدرًا للتلوث، ما يعرض صحة السكان للخطر.

وكانت "سبق" قد نشرت تقريرًا في عام 2021 عن هذا الموضوع، أكد خلاله فرع المياه بالمنطقة أن العمل في قرى "الجوة" سيبدأ بعد عيد الفطر من ذلك العام، وفقًا للجدول الزمني المعتمد لتشغيل قرى محافظة العارضة.

وتشير بيانات سابقة لفرع المياه بجازان إلى تنفيذ ثلاثة مشروعات حيوية بمحافظة العارضة بتكلفة إجمالية بلغت 160 مليون ريال، شملت المرحلة الأولى منها مشروع شبكات مياه قرى العارضة، الذي تضمن إنشاء خزانات استراتيجية، وتركيب 3000 عداد، وشبكات بطول 360 كيلومترًا، بتكلفة بلغت 76 مليون ريال.

كما اشتمل مشروع قرى الحميراء على ثلاثة خزانات، هي: خزان الحميراء بسعة 1600 متر مكعب، وخزان الرد بسعة 2500 متر مكعب، وخزان سردشة بنفس السعة، إضافة إلى شبكات مياه بلغ طولها 200 كيلومتر، بتكلفة 45 مليون ريال.

أما المرحلة الثانية لاستكمال مياه قرى العارضة فقد بلغت تكلفتها 39 مليون ريال، وتضمنت تمديد شبكات بطول 360 كيلومترًا وتركيب 3000 عداد. كما يجري العمل حاليًا على ترسية مشروع محطة صرف صحي، وعدد من مشروعات المياه الأخرى في القطاع الجبلي بقرى العبادل وسلا وقيس.