عرب وعالم / السعودية / عكاظ

محمد الغامدي.. حين يصبح العطاء مهنة والقلب إسعافاً

في لحظة وداع تختلط فيها مشاعر الامتنان بالفخر، أُسدل الستار على مسيرة امتدت لأكثر من 37 عاماً قضاها محمد غرم الله الحمود الغامدي في ميادين التعليم والصحة المدرسية.. رجل لم يكن موظفاً يؤدي عمله فحسب، بل كان قلباً نابضاً بالمسؤولية، وروحاً متّقدة بالشغف، ووجهاً مألوفاً في كل فعالية ومناسبة تعليمية.

وُلد الغامدي في الأول من رجب عام 1388هـ بقرية حصن بالزين في منطقة الباحة، وبدأ رحلته مع التعليم صغيراً في مدارس قريته عام 1394هـ، قبل أن يواصل مشواره حتى أنهى الثانوية عام 1406هـ، فالتحق بكلية إعداد المعلمين وتخرج فيها عام 1410هـ. بدأ التدريس مع مطلع العقد الأخير من القرن الهجري الماضي، متنقلاً بين مدارس همام بن الحارث، الأمير متعب، طيبة، ثم مدرسة الخيف التي ودع فيها الميدان التربوي.

لكن ما جعل اسمه لامعاً ليس فقط دروس العلوم التي قدمها، بل شغفه العميق بالجانب الصحي، إذ برز موجّهاً صحياً استثنائياً ومسعفاً أوليّاً معتمداً، ومدرب إسعافات أولية، يقف في مقدمة الصفوف متطوعاً في المناسبات الكبرى التي ترعاها إدارة تعليم ، بحضور أمير منطقة مكة المكرمة ونائبه ومحافظ جدة. أنشأ ركناً إسعافياً متكاملاً، ليكون درعاً حامية للطلبة، ومثالاً يحتذى في الانضباط والاستعداد.

لم يقتصر دوره على الإسعاف والتوجيه، بل أضاف للمسرح المدرسي بعداً إبداعياً من خلال مشاركاته المتكررة في الأوبريتات والفعاليات التربوية، بروح تمثيلية فطرية وأداء عفوي جذاب، ما جعله حاضراً دائماً في ذاكرة كل من عمل معه.

وعن أثره في الميدان، قالت مديرة قسم الشؤون الصحية المدرسية في تعليم جدة الدكتورة عزيزة الغامدي: «محمد غرم الله الغامدي ليس مجرد موجّه صحي، بل أنموذج فريد في الوعي المهني والانتماء الصادق، قدّم خدمات نوعية ومبادرات مبتكرة جعلت منه رمزاً مضيئاً في الصحة المدرسية. لم يكن يوماً ممن يسعون وراء الأضواء، ولم يطلب في حياته خطاب شكر، بل كان حاضراً بفكره، وقلبه، وكل جوارحه، متطوعاً مبادراً في كل موقف وفعالية، يؤمن أن الصحة المدرسية رسالة لا وظيفة».

وأضافت: «يغادر اليوم الميدان بجسده، لكن أثره باق، فقد كان من أولئك الذين إذا حضروا رفعوا سقف الجودة، وإذا غابوا ظل عطاؤهم نبراساً يُهتدى به».

وفي وداعه، تبقى كلماته وابتسامته وخطاه الموثوقة في ذاكرة الميدان.. فهو ممن صنعوا الفرق، وتركوا خلفهم إرثاً من الحب والاحترام.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا