في قلب المدن الحديثة، حيث تتسارع إيقاعات الحياة، يبرز مفهوم «الشارع الذكي» أحدَ أهم عناصر التحول الحضري. شارع لا تجتاحه السيارات، ولا تلوّثه الضوضاء، بل تحتضنه الأشجار، وتزيّنه أماكن الجلوس العامة، وتملؤه ضحكات الأطفال وأحاديث العائلات. إنه شارع للمشاة، لا للمرور، وللراحة لا للعجلة.
تصور مدينةً مركزها شارع نابض بالحياة، يخلو من المركبات إلا في أوقات مخصصة لسيارات الخدمات، لتمنح الزوار شعوراً بالسكينة. على جانبيه تنتشر المقاهي والمطاعم والبوتيكات بعناية، تتناغم مع المساحات الخضراء ومناطق الترفيه، فيتحوّل المكان إلى وجهة تجمع بين الاستجمام والتسوق، بين الجمال والعملية، بين الروح والمدينة.
إن الحديقة العامة والشارع الخالي من السيارات لم يعودَا مجرد مظهر جمالي، بل هما ضرورة حضرية تعكس مدى نضج التخطيط العمراني، ومدى وعي المدن بقيمة الإنسان. فعندما تُصمَّم المدن من أجل الناس، تصبح أكثر استثماراً، أكثر إنتاجاً، وأكثر إنسانية.
لذلك، فإن من يسعى لصناعة مدينة جاذبة، عليه أن يبدأ من الشارع.. لا كمسار عبور، بل كمساحة حياة.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.