الساعات الأخيرة من هذه الحرب باعتقادي هي الأخطر لدول الخليج العربي، حيث إنها استطاعت وبشكل احترافي الوقوف بعيداً عن التكتلات الإقليمية والعالمية في هذا الصراع، بل إنها ركزت على علاقاتها الثنائية مع إيران قبل اندلاع هذه الأزمة وخلالها من خلال بيانات إدانة رسمية واضحة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وعملت هذه الدول الخليجية من خلال المنظمات الخليجية والإسلامية والعربية في حلحلة هذه الأزمة لما تمثله من تهديدات حقيقية على الإقليم والعالم في حال زادت وارتفعت وتيرتها ودخلت أطراف إقليمية ودولية فيها، فقط الولايات المتحدة الأمريكية شنت عملية عسكرية دقيقة ومحددة على منشآت إيران النووية، وأحدث هذا العمل ارتفاعاً في مستوى الأوضاع المتصاعدة أصلاً، والبعض رأى أن هذه الضربة الأمريكية قد تكون بداية نهاية هذه الحرب، وهذا ما تحقق فيما يبدو. على الجانب الخليجي المخاطر الأمنية والسياسية شاهدة وواضحة للعيان خاصة لدول الخليج المجاورة لإيران بشكل واضح، التي يوجد بها قواعد عسكرية أمريكية، فالرد الإيراني كما كان متوقعاً هو هجوم حتى ولو كان شكليّاً ومتفقاً عليه مع الجانب الأمريكي، إلا أن الهجوم الإيراني على دولة خليجية وعلى قاعدة عسكرية أمريكية فيها له الكثير من الدلالات السياسية الخطيرة.
المملكة بكل مناطقها وتفاصيلها تعيش وعاشت خلال هذه الحرب وكالعادة استقراراً تاماً وبكل المقاييس، بل إن قيادتها، ممثلة بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عملت على مدار هذه الأزمة وفي كل الاتجاهات الإقليمية والدولية على إنهاء هذه الحرب المدمرة، وعملت المملكة من خلال سياستها الخارجية على الوقوف ضد الاعتداءات والأعمال العسكرية المناهضة للقوانين الدولية. مرت أيام الحرب علينا في وطننا الآمن ولم يتغير شيء والأوضاع طبيعية جدّاً، المواطن يسافر في الداخل والخارج، والمدارس تعمل كما هو محدد في أجنداتها، والجماهير السعودية تتابع الفرق الرياضية وهي تلعب في الخارج، وسوق الأسهم السعودية تسجل مؤشراته ارتفاعات معقولة في ظل هذه الظروف الإقليمية الصعبة، وهذه كلها نتيجة لسياسات بلدنا وقيادتنا الحكيمة التي تدعو دائماً لحل الأزمات بين الدول بالحوار والتفاهم بعيداً عن استخدام القوة.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.