عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

حليب الإبل.. كنز غذائي يثير اهتمام الباحثين ويعزز صحة مرضى السكري

تم النشر في: 

03 يوليو 2025, 2:51 مساءً

أكد استشاري السكري الدكتور سلطان العتيبي أن حليب الإبل ليس مجرد مشروب تقليدي في ثقافتنا الصحراوية، بل هو كنز غذائي غني بالمركبات الفعالة التي تُثير اهتمام الباحثين حول العالم. فهو يجمع بين التركيبة الغذائية المتوازنة والخصائص العلاجية، مما يجعله خيارًا مثاليًا لدعم الصحة العامة والمساعدة في مواجهة عدد من الأمراض المزمنة والمعقدة. وأشار إلى أن تركيبة حليب الإبل تتأثر بشكل رئيسي بالتغذية، والسلالة، والعمر، ومرحلة الإرضاع، كما يُظهر تباينًا كبيرًا باختلاف المنطقة الجغرافية والموسم.

تركيبة متكاملة

وعن خصائصه، قال العتيبي لـ"سبق" إن حليب الإبل يتميز بتركيبة طبيعية متكاملة؛ إذ يحتوي على البروتينات الحيوية مثل الكازين وبروتينات مصل اللبن التي تُسهم في بناء الأنسجة ودعم الجهاز المناعي. كما يحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة، مثل حمض اللينوليك، المفيد لصحة القلب وتقليل الالتهاب. ويُعد من أبرز مضادات الأكسدة فيه، إذ يساهم في مقاومة العدوى وتقليل الإجهاد التأكسدي. ويخلو حليب الإبل من بروتين "بيتا لاكتوجلوبولين" الموجود في حليب الأبقار، والذي يُعد مسببًا شائعًا للحساسية.

مكمل فعّال لمرضى السكري

وأضاف: من أبرز ما يثير الاهتمام في الدراسات الحديثة هو علاقة حليب الإبل بمرض السكري، حيث يحتوي على بروتين شبيه بالإنسولين، ما يُعزز من استجابة الجسم للإنسولين الطبيعي ويساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، خاصة لدى مرضى النوعين الأول والثاني. وتشير دراسة منشورة في Journal of Dairy Science إلى أن تناول 500 مل يوميًا من حليب الإبل يمكن أن يُساهم في خفض مستويات السكر الصائم والتراكمي، خصوصًا عند دمجه مع النظام الغذائي والعلاج الدوائي.

نسب الفيتامينات والمعادن

وفيما يخص القيم الغذائية، أوضح الدكتور العتيبي أن المقارنة التقريبية لكل 100 مل تُظهر تفوقًا واضحًا لحليب الإبل في عدد من العناصر المهمة. إذ يحتوي على فيتامين C بنسبة تعادل 3 إلى 5 أضعاف ما هو موجود في حليب البقر، كما يحتوي على تركيز أعلى بعشر مرات من الحديد، ونسبة أعلى بمرتين من الزنك، وهو عنصر أساسي لدعم المناعة. أما فيتامينات B1 وB2 وB12 فهي متوفرة بتركيز مشابه أو أعلى قليلاً من الحليب التقليدي، في حين أن الكالسيوم موجود بنسبة متوازنة وإن كانت أقل قليلاً. ويحتوي كذلك على فيتامين D بكميات معتدلة، ما يجعله مناسبًا لمن يعانون من فقر الدم أو سوء التغذية أو ضعف المناعة.

داعم للجهاز العصبي والمناعة

وتابع العتيبي: أظهرت الدراسات أن حليب الإبل يمتلك إمكانيات واعدة في دعم الجهاز العصبي، إذ يحتوي على مركبات تقلل من الالتهاب العصبي وتُساعد في حماية الخلايا العصبية. وقد يكون مفيدًا في حالات مثل الزهايمر، وباركنسون، والصرع، والتوحد عند الأطفال، حيث أظهرت إحدى الدراسات تحسّن مضادات الأكسدة بعد شرب الحليب. كما يحتوي على مقويات مناعية طبيعية تُعزز الدفاعات ضد العدوى.

يحارب السرطان

وأردف: رغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية، إلا أن نتائج الأبحاث المخبرية واعدة، إذ تشير إلى أن مكونات مثل اللاكتوفيرين والببتيدات النشطة بيولوجيًا قد تُسهم في تقليل نمو الخلايا السرطانية مثل سرطان الكبد والثدي، وتحد من تلف الحمض النووي، وتقلل من الالتهابات المؤدية لنشوء السرطان. ما يجعله مكملاً غذائيًا داعمًا ضمن الخطط العلاجية، وليس بديلاً عن العلاج الطبي.

صحة القلب والأوعية الدموية

وقال: يحتوي حليب الإبل على دهون ثلاثية مفيدة، وأحماض دهنية غير مشبعة، ونسبة منخفضة من الكوليسترول، مما يجعله مناسبًا لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو تصلب الشرايين. وتشير الدراسات إلى أن الأحماض الدهنية طويلة السلسلة فيه تساهم في حماية الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات المزمنة.

غذاء وظيفي متكامل

واختتم العتيبي حديثه مؤكدًا أن حليب الإبل لم يعد مجرد إرث شعبي، بل أصبح محل اهتمام علمي عالمي، باعتباره غذاءً وظيفيًا يقدم للجسم ما يتجاوز السعرات والمغذيات، ليصبح جزءًا من نمط حياة صحي. ومع ذلك، تبقى القاعدة الذهبية: رغم فوائده، يظل حليب الإبل مكملًا صحيًا يساعد ولا يُعالج، ويجب تناوله ضمن نمط متوازن وتحت إشراف طبي، خاصة لمرضى السكري أو المصابين بأمراض مزمنة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.