عرب وعالم / السعودية / عكاظ

رحلة الوجود

في رحلة الغوص في ذواتنا، تكمن الأفكار والمخاوف في ضجيج صامت.. تتكاثر أسئلة في دواخلنا لا نجد لها إجابة.. يهمس ضوء الربيع النائم ليروي لنا حكاية لم تكتمل؛ فالحياة مسرح نروي أحداثها وخلف ستائرها ما لا يُقال.

تجتاحنا رياح الأحداث العاصفة مخلفة وراءها ركاماً وحطاماً.. تضطرب حولنا الأماكن وسط صخب الأحداث.. تتفلت منا الأشياء في ريح عاصفة كأوراق خريف هشة تحركها الرياح كيف تشاء؛ فليس كل ما يحدث مفهوماً، وليس ما نمر به مريحاً.

تضيق صدورنا في خضم هذا الصراع.. ترهقنا الحياة وتتوالى بنا الخيبات.. تصمت تلك الريح ويهدأ غبارها ويظهر لنا من اقتلعت العاصفة جذوره وأخذته إلى مكان سحيق؛ فكل شئ يبدو هالكاً إلا من بقي ثابتاً.

رغم تلك العواصف التي تضرب أكثر الأماكن هشاشة فينا، ولحظات الانكسار التي أثقلت قلوبنا، وتلك الابتسامة التي تخفي وراءها حزناً دفيناً، وذاك الخذلان الموجع؛ إلا أن سر ثباتنا هي الصلابة المتعمقة في جذورنا الممتدة باليقين بالله وحسن الظن به.

كلما ضاق بك الأفق، وضاقت عليك نفسك؛ ستدرك أن لك رباً رحيماً قادراً على إصلاح كل شيء ومتكفل به، فينزل على قلبك الطمأنينة والسكون، ويشع بداخلك نور اليقين، وتدرك أنك في رحلة اختبار لروحك، وهذا المكان وهذه الدار ليسا لك، وأنك عابرٌ في إحدى محطات الوجود.

وثمة حياة مبهجة تنتظرك في مكان يختلف عن هذا المكان، وزمان غير هذا الزمان، فتزهو روحك ويملأها الاطمئنان، وتنظر لكل الأحداث رغم قسوتها بنظرة مختلفة، مؤقتة وزائلة، وأنك قادرٌ على تخطيها بيقينك بالله وثقتك بنفسك، وأنك تمضي برعاية منه سبحانه، حينها تتجلى أمام عينيك حقيقة واحدة وهي ألا نجاة إلا مع الله، فتتلاشى تلك المخاوف، وتنظر لها كلحظات عابرة، وترمم نفسك وتساندها، وتقف على قدميك تسير رغم العقبات، وتنفض غبار الماضي، وتنهض لتصافح الحياة من جديد.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا