22 يوليو 2025, 7:46 صباحاً
وسط تصاعد التوترات بين موسكو وواشنطن، يظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير متأثر بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة التي تضمنت دعمًا عسكريًا متجددًا لأوكرانيا وعقوبات محتملة ضد روسيا، ففيما يسعى ترامب لفرض تسوية سريعة للصراع الأوكراني خلال 50 يومًا، تُظهر استجابة الكرملين ثقةً متزايدة بتقدم قواتها، مع توقعات بمزيد من التدهور في العلاقات الثنائية، فما الذي يدفع بوتين للإصرار على موقفه؟ وكيف ستشكل هذه التطورات مستقبل النزاع؟
هدوء ظاهري
يحافظ الكرملين على هدوء ظاهري إزاء تهديدات ترامب، حيث امتنع بوتين وكبار المسؤولين عن توجيه انتقادات مباشرة، لكن خلف هذا الصمت، تسود مشاعر الإحباط مع قبول بحتمية التوتر، وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة "الجارديان" البريطانية، كانت موسكو تأمل في تعزيز علاقتها مع ترامب، لكنها استعدت دائمًا لمواجهة عقوبات أمريكية أشد وتدفق مستمر للأسلحة إلى أوكرانيا. ويرى محللون، مثل تاتيانا ستانوفايا، أن بوتين يضع أهدافه في أوكرانيا – التي يعتبرها مسألة وجودية – فوق أي تقارب محتمل مع الولايات المتحدة.
ورغم محاولات ترامب التواصل المباشر مع بوتين عبر مكالمات هاتفية، لم تُثمر هذه الجهود عن تقدم ملموس، بل على العكس، استمرت الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، وهو ما وصفه مسؤول سابق في الكرملين بـ"الخطأ الاستراتيجي" الذي أثار استياء ترامب، الذي شعر بالإهانة الشخصية، ورغم تهديداته بفرض عقوبات وتقديم مساعدات عسكرية جديدة لكييف، بما في ذلك أنظمة باتريوت للدفاع الجوي، يرى المسؤولون الروس أن مهلة الـ50 يومًا تمنحهم فرصة لتكثيف عملياتهم، والتقدم البطيء للقوات الروسية نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، بدعم من هجمات الطائرات المسيرة، يعزز هذه الثقة.
رفض الضغوط
ويتمسك بوتين بشروط سلام صلبة تشمل ضمانات ضد توسع الناتو شرقًا، وحياد أوكرانيا، والتسليم بالمكاسب الإقليمية الروسية، وهذه المطالب، التي تهدف إلى تقويض سيادة أوكرانيا، تعكس إصرارًا على تحقيق "نصر حقيقي"، كما يؤكد مصدر مقرب من الكرملين، ويرى فيودور لوكيانوف المحلل السياسي البارز، أن القيادة الروسية لا تستجيب للضغوط الخارجية، مما يدفع بوتين لمضاعفة جهوده العسكرية بدلاً من التراجع، وهذا الموقف يعكس هاجسًا بتجنب أي مظهر من مظاهر الضعف، حتى في مواجهة تهديدات ترامب.
وفئة من النخبة الروسية كانت تأمل أن يؤدي إعجاب ترامب الواضح ببوتين إلى تخفيف العقوبات وإعادة إحياء العلاقات التجارية مع الغرب، لكن هذه الآمال تتضاءل مع تصاعد التوترات، وفي المقابل، تكتسب الفصائل المتشددة في موسكو نفوذًا، معتبرة الصدام مع الولايات المتحدة أمرًا لا مفر منه، وبينما يظهر دعم شعبي روسي متزايد لإنهاء الحرب، فإن شروط بوتين الصارمة تجعل التوصل إلى تسوية بعيد المنال، مما يُضعف آمال هذه الفئة في تحقيق انفراج اقتصادي.
مستقبل الصراع
ومع استمرار روسيا في تكثيف هجماتها، خاصة عبر أسراب الطائرات المسيرة والهجمات الجوية على المدن الأوكرانية، تتجه الأنظار نحو رد واشنطن المقبل، حيث يشعر ترامب بالإهانة الشخصية من رفض بوتين لوقف إطلاق النار، واصفًا ذلك بأنه إساءة شخصية، وإصرار الزعيم الروسي على مطالب قصوى – مثل عدم توسع الناتو، وحياد أوكرانيا، والتسليم بالمكاسب الإقليمية – يؤكد رفضه للتسوية.
ومع اقتراب مهلة الـ50 يومًا، هل ستتمكن تهديدات ترامب من تغيير مسار الحرب، أم أن تحدي بوتين سيُعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي بطرق غير متوقعة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.