22 يوليو 2025, 10:07 صباحاً
في قلب كل مدينة تنبض بالحياة، تمتد شبكة من الطرق لا تحمل فقط حركة الناس والمركبات، بل تنقل ذاكرتهم، عاداتهم، وأحلامهم اليومية.
ومع اتساع رقعة المدن ووتيرة نموها المتسارعة، تصبح هذه الشبكة شريانًا حضريًا يحتاج إلى تشخيص دقيق وعناية ذكية لتبقى نابضة بالكفاءة والفعالية.
من هذا المنطلق، أطلقت وزارة البلديات والإسكان مشروعًا وطنيًا طموحًا لتقييم شبكة الطرق الحضرية في مدن المملكة، يبدأ من منطقة عسير، ويتوسع تدريجيًا ليشمل كافة المناطق. يمثل المشروع نقلة نوعية في آليات التخطيط لصيانة وتشغيل البنية التحتية، مستفيدًا من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والمسح الرقمي، ويهدف إلى قراءة حالة رصف الطرق كما لم تُقرأ من قبل.
تُجهّز فرق العمل بمعدات ومركبات مسح وتقييم ذكية، تقيس بدقة مستويات الانزلاق وسماكة طبقات الرصف وتوثّق حالة الطريق الانشائية من مختلف الزوايا، لتنتج بيانات غنية تُترجم لاحقًا إلى قرارات صيانة أكثر دقة وفعالية. ويؤسس هذا التقييم الشامل لقاعدة بيانات وطنية موحدة، تعيد ترتيب الأولويات، وتساهم في ترشيد وكفاءة الانفاق وتحوّل العمل البلدي إلى ممارسة علمية تستند إلى مؤشرات واضحة، بدلاً من الاجتهادات الفردية أو الانطباعات العامة.
إن ما يحدث اليوم ليس مجرد فحص وتقييم للطرق، بل هو إعادة نظر في العلاقة بين الإنسان ومدينته، وتطوير لأدوات اتخاذ القرار بما يعكس رؤية المملكة 2030 نحو جودة حياة أعلى وبنية تحتية أكثر كفاءة. حين “تقرأ” الطرق بهذه الدقة، تتضح الرؤية، وتصبح المدينة أكثر مرونة في حركتها، ووضوحًا في خياراتها.
إنه مشروع لا يُقرأ من عنوانه فقط، بل يُفهم من أثره.. حيث تُصاغ المدن من جديد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.