يتميز عسل "الشوكة المعتق" بصفته أحد أبرز المنتجات النحلية النادرة في عددٍ من المناطق الجبلية بالمملكة ومنها منطقة الباحة، حيث يُستخرج من رحيق الأشجار الشوكية المعمّرة، مثل: الطلح، والقرض، والسمر، والسلم، ويُعرف بقيمته الغذائية العالية، فضلًا عن نكهته المميزة التي تتكثّف مع مرور الزمن، فيما يُعرف بـ"العسل المعتق".

ويُصنّف "عسل الشوكة" ضمن أنواع العسل الموسمية التي تنتجها النحل خلال فصل الصيف، وتحديدًا في البيئات الجبلية والصحراوية التي تنمو فيها تلك الأشجار، التي تُعد من النباتات المقاومة للظروف المناخية القاسية، وتوفّر مصدرًا غنيًا للرحيق النقي.

وأسهمت طبيعة المنطقة التي تجمع بين البادية والسراة وتهامة، في تنوع المناخ والغطاء النباتي، مما مكّن من إنتاج أكثر من 50 نوعًا من العسل الطبيعي، أبرزها عسل "الشوكة المعتق"، الذي يتميز بتركيبته الفريدة ولونه الداكن، ورائحته الزهرية العطرية، وطعمه المركز الذي يتعزّز مع التخزين والتعتيق.

ويُخزّن عسل "الشوكة المعتق" بطرق تقليدية، غالبًا في أوعية فخارية أو زجاجية محكمة الإغلاق، لمدة تتراوح ما بين عامٍ إلى ثلاثة أعوام، مما يُكسبه كثافة عالية ويُضاعف من قيمته الغذائية.

ويحرص فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة، بالتعاون مع النحالين، على دعم هذا المنتج الفريد من خلال برامج التدريب والتأهيل، إضافة إلى إبراز منتجات النحل في مهرجان العسل السابع عشر بمنطقة الباحة، الذي يُعد منصة وطنية لتسويق العسل الطبيعي وتعزيز مكانة المملكة بصفتها وجهة رائدة في هذا المجال الحيوي.