28 يوليو 2025, 3:38 مساءً
مع إعلان فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، وعقد مؤتمر حل الدولتين للشرق الأوسط، يقارن الكاتب والمحلل السياسي خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة"، بين موقف فرنسا التي ستشارك مع المملكة في تنظيم المؤتمر هذا الأسبوع، وموقف الولايات المتحدة التي تحاول ثني الدول عن حضور المؤتمر بلغة تهديدية. ويلفت الكاتب إلى الترحيب السعودي بالخطوة الفرنسية، والتعاون بين الدولتين من أجل إنجاح المؤتمر، ليخلص إلى أن الاعتراف الفرنسي ستكون له تداعيات إيجابية لصالح قيام الدولة الفلسطينية، رغم الرفض الأمريكي.
فرنسا.. موقف شجاع ومبادرة تاريخية
وفي مقاله "دولة فلسطين.. بين ماكرون وترامب وآخرين!" بافتتاحية الصحيفة، يقول "المالك": "بموقف شجاع، ومبادرة تاريخية، وموقف يُسجَّل لفرنسا في رئاسة إيمانويل ماكرون، أعلن الرئيس الفرنسي بوضوح أن فرنسا سوف تعترف بالدولة الفلسطينية، وحدد موعد النطق رسمياً خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر من هذا العام. وجاء هذا القرار وفاءً من باريس بالتزامها التاريخي من أجل سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وهو ما أغضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سارع إلى القول إن ما صرح به الرئيس ماكرون لا قيمة له ولا وزن، متناغماً في ذلك مع التصريحات الإسرائيلية التي رأت في هذه الخطوة مساعدة لها على ضم الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل".
ردود الفعل العربية والدولية رحبت بالخطوة الفرنسية
ويعلق "المالك" قائلاً: "ردود الفعل العربية والدولية - في مجملها مع تفاوتها - رحبت بالخطوة الفرنسية، ورأت أن شعب فلسطين يستحق أن يقيم دولته على أراضيه التي احتلتها إسرائيل، ضمن خيار الدولتين، الذي ستشارك المملكة مع فرنسا في تنظيم مؤتمر له خلال هذا الأسبوع، رغم محاولة أمريكا ثني الدول عن حضور المؤتمر بلغة تهديدية لكل من لا يستجيب لمقاطعته، ولا يُلبي رغبة الولايات المتحدة الأمريكية التي ستكون من بين الدول التي لن تحضر مؤتمراً تتمحور أجندته حول دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على الأراضي الفلسطينية في حدود عام 1967م، ومجاورة لإسرائيل. كان الموقف الأمريكي صادماً، ومنحازاً، كما هي عادة أمريكا لصالح إسرائيل، وعدائياً كما هو تاريخها تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وموقفاً أعمى يتماهى مع الإرهاب الإسرائيلي والمطامع الإسرائيلية، ويكرّس الاحتلال والتطرف والتعدي على حقوق الإنسان، في ظاهرة لا توجد دولة تنافس إسرائيل في جرائمها المؤيدة من الولايات المتحدة الأمريكية".
السعودية وفرنسا.. تعاون من أجل دولة فلسطينية
ويضيف "المالك": "والمملكة التي ترفض التطبيع مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية، وتتبنى مع فرنسا مؤتمراً لإقرار خيار الدولتين، تعاملت مع القرار الفرنسي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بالإعراب عن ترحيبها بعزم فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية شقيقة، مشيدة بهذا القرار التاريخي الذي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية. وشددت على أهمية مواصلة اتخاذ الدول للخطوات التي تُسهم في إنفاذ القرارات الدولية، وتعزز الالتزام بالقانون الدولي، مع تجديد دعوتها لبقية الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية لاتخاذ مثل هذه الخطوة الفرنسية الإيجابية، والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق".
الموقف الأمريكي.. تغييب الحقوق الفلسطينية وترسيخ الاحتلال
ويبدي "المالك" أسفه، وهو يقول: "إن الموقف الأمريكي يتجاوز الحدود، ويعبّر عن تغييب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويعاون المحتل على ترسيخ احتلاله، ويساعده على ممارسة القتل الممنهج، والاحتلال البغيض، والإرهاب لكل صوت حر يطالب بحقوقه. وهو ما لا يستقيم مع ما تدعيه الولايات المتحدة الأمريكية من أنها مفتاح السلام في العالم، وحامية حقوق الشعوب، وزعيمة العالم الحر، وصمام الأمان أمام الحروب بين الدول، بينما هذا هو موقفها التاريخي الظالم من القضية الفلسطينية".
الاعتراف الفرنسي سيكون لصالح قيام الدولة الفلسطينية
وينهي "المالك" قائلاً: "لقد اعترفت غالبية دول العالم بالدولة الفلسطينية، ولا تزال الاعترافات تتوالى، بما فيها بعض الدول الأوروبية. ولولا التهديد الأمريكي، والسياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل، لكانت كل دول العالم لديها الآن سفارات فلسطينية، وتتعامل معها بوصفها دولة تحت الاحتلال. وبنظرنا، فإن الاعتراف الفرنسي ستكون له تداعيات إيجابية لصالح قيام الدولة الفلسطينية، حتى والرئيس الأمريكي يسفّه هذا القرار، ويرى أن لا وزن ولا قيمة له، في تأكيد أمريكي صادم على رفض قيام دولة فلسطينية، استجابة لإملاءات إسرائيل، وتأثير الصوت اليهودي الناخب في أمريكا".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.