•• مشربية هذا الصديق المتفائل مصنوعة من حكايات تجمع القلوب وتقرّب المسافات.. مثل هذا يملك الكون دون وجل، ويكلم الدنيا دون خوف.. يتميّز بابتكار مُعْجِب وخيال مُبدع، يختار لنفسه ولغيره أزهى أنواع الانبساط والسرور.. تصدِّقه القلوب بتسامح وود وحب، وتعطيه الأذان الإصغاء ولا تدري.. يكتب مع الآخرين قصة مشتركة مُشبعة صالحة للنشر.. ذكراه يترك فراغاً لا يمكن نكرانه أو التنكر له.
•• وعكسه تماماً؛ تمثال بشري تكوينه جنائزي.. أيامه متشابهة، وقلبه عرِج، وروحه متأوهة.. هواجسه مريرة وأحلامه محطمة.. لا يستطيع القيام من كبوته إلا بصعوبة.. سحابة كآبة سوداء تملأ صدره، واصفرار يعلو وجهه.. يُمرض نفسه بنفسه بجحيم دائم تصنعه يديه.. يتصحر كل يوم فيبتعد عن قائمة الشرف البشرية.. تلك فئة غنية في وصف الألم، فقيرة في وصف النِعم، فاختارت لنفسها متى تموت.
•• كل واحد من هؤلاء يكتب حياته بلغة ميتة، ويقرؤها (بولدنة) ودعم المتحذلقين.. يزركش دنياه بالأنين فيحوّلها إلى هوس لا تنته فصوله.. فنون نحت ذاته تتسبب في عطب جهازه التعبيري.. أنَّات يطلقها بلغة صدئة بالغة البلادة في مشاهد صيرورتها لا نهائية.. أهات لا تهرم فيتحول إلى أنقاض غير نضرة لا ينبت فيها عشب.. أيها النسَّاج الأعمى أفق وإلا سيفلت منك الخيط.
التماثيل البشرية.. بين العَرج والتأوّه:
هناك، من يجمع القلوب ويقرّب المسافات
وعكسه، تماثيل بشرية بهواجس مريرة
وهناك؛ المتميّز بابتكار مُعْجِب وخيال مُبدع
وعكسه؛ المُتقن لفنون نحت الذات والأنين
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.