21 أغسطس 2025, 12:10 مساءً
كشفت دراسة دولية رائدة بقيادة جامعة كولورادو بولدر الأمريكية أخيراً، السر الكامن وراء اختلاف معدلات الشيخوخة بين الأشخاص، حيث يصل بعضهم إلى التسعينيات بسلامة عقلية وجسدية، بينما يعاني آخرون من أمراض مختلفة في مراحل مبكرة.
ووفقاً لموقع "ميديكال إكسبريس" العلمي، حدّد فريق دولي أكثر من 400 جين مرتبط بالشيخوخة السريعة عبر سبعة أنواع فرعية مختلفة.
والدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة "Nature Genetics" قد تفتح الطريق أمام علاجات مبتكرة لمكافحة الشيخوخة وأمراضها.
"وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي"
أشارت الدراسة إلى أن "الوَهَن" الذي يصيب كبار السن ويُطلق عليه غالبًا "التدهور الفسيولوجي متعدد الأجهزة"، يتم تقييمه تقليديًا بمؤشر واحد من 30 نقطة، لكن هذه الطريقة تُخفي اختلافات جوهرية. وأوضح الدكتور كينيث روكوود، خبير الوهن في جامعة دالهوزي: "الشيخوخة ليست مجرد شيء واحد، هناك طرق عديدة للوَهَن". ومن خلال تحليل الوهن إلى مجالات فرعية محددة مثل الإدراك والحركة والعزلة الاجتماعية، تقدم الدراسة خريطة أوضح للعوامل المسببة لكل شكل من أشكال التدهور المرتبط بالعمر.
شبكة جينية معقدة وراء الشيخوخة
استخدم الباحثون دراسة الجينات لمئات الآلاف من المشاركين من البنك الحيوي البريطاني ومجموعات بيانات عامة أخرى، وتمكنوا من اكتشاف 408 جينات مرتبطة بالشيخوخة المتسارعة، وهي تزيد كثيرًا عن 37 جينًا تم تحديدها سابقًا. ووجد الفريق أن بعض الجينات ترتبط بستة أنواع غير صحية من الشيخوخة تشمل: الإعاقة، وضعف الإدراك، ومشاكل التمثيل الغذائي، وأمراضًا متعددة، ونمط حياة غير صحي بشكل عام، ومحدودية الدعم الاجتماعي. وارتبطت بعض الجينات بوظيفة المناعة والزهايمر، بينما ظهر جين FTO المسبّب للسمنة في العديد من فئات الشيخوخة غير الصحية.
من الفهم إلى العلاج
صرّح أندرو غروتزينغر، الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ المساعد في علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة كولورادو بولدر: "لا يقتصر دور هذه الدراسة على تحديد الجوانب الفرعية للشيخوخة المضطربة فحسب، بل يُظهر أيضًا وجود بيولوجيا مختلفة تمامًا تكمن وراءها". وأضاف: "الخطوة الملموسة التالية هي معرفة كيفية علاج هذه البيولوجيا الكامنة". وعلّقت إيزابيل فوت، المؤلفة الرئيسية للدراسة وباحثة ما بعد الدكتوراه في معهد علم الوراثة السلوكي: "لكي نتمكن من تحديد علاجات لوقف أو عكس الشيخوخة البيولوجية المتسارعة، يجب أن نعرف ما هي العوامل البيولوجية الكامنة وراءها".
نحو مستقبل جديد لرعاية كبار السن
يقترح الباحثون توسيع نطاق تقييمات الضعف المرضي لتشمل الأنواع الفرعية الستة المحددة، مما يتيح للأطباء تحديد الضعف الأكثر احتمالًا لدى كبار السن، واستباق حالات مثل الخرف أو داء السكري. ورغم أنه لا توجد حبة دواء واحدة تناسب الجميع لمكافحة الشيخوخة، فإن الدراسة تفتح الباب أمام علاجات أكثر تركيزًا، محوّلة النهج من وصف مئات الأدوية لكبار السن إلى استهداف مسارات بيولوجية محددة. وقال غروتزينغر: "إذا استطعنا رسم خريطة دقيقة للمسارات البيولوجية، فقد نتمكن في النهاية من إيقاف مسيرة الشيخوخة نفسها".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.