01 سبتمبر 2025, 8:19 صباحاً
مع بزوغ فجر الأول من سبتمبر 1939، انطلقت الدبابات الألمانية نحو الحدود البولندية، معلنةً بداية فصل دموي في تاريخ أوروبا، الحرب العالمية الثانية التي حصدت 60 مليون قتيل، ولكن كيف وصل العالم إلى هذه اللحظة؟ ولماذا تأخر إعلان الحرب ستة أيام؟
ووفقاً لأرشيف الوثائق الحكومية البريطانية، تحولت سياسة أوروبا لـ"استرضاء هتلر" إلى فشل ذريع، وأصبح تحالف بولندي-بريطاني آخر حائط صد أمام طموحات هتلر قبل أن ينهار تحت وابل المدافع.
من فرساي إلى الفوضى: توسع هتلر دون رادع
ووفقاً لتقرير على موقع "العربية نت"، منذ وصوله للسلطة، عمل أدولف هتلر على تمزيق معاهدة فرساي التي فرضت قيودًا قاسية على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى. بدأ بإعادة تسليح البلاد، ثم ضم النمسا عام 1938 تحت شعار "الوحدة الوطنية"، قبل أن ينتزع منطقة السوديت من تشيكوسلوفاكيا تحت ذريعة "حماية الأقلية الألمانية". لكن المجتمع الدولي، بقيادة بريطانيا وفرنسا، اكتفى بالاحتجاجات الدبلوماسية، متجنبًا المواجهة المباشرة في ما عُرف بسياسة "الاسترضاء" – التي وصفها وينستون تشرشل لاحقًا بأنها "الاختيار بين العار والحرب، فاختاروا العار... والآن سيحصلون على الحرب"، كما جاء في خطاب له عام 1938.
دانتزيغ... الشراكة الأخيرة قبل الحرب
في صيف 1939، وجه هتلر أنظاره نحو بولندا، مطالبًا باستعادة ميناء دانتزيغ (غدانسك حاليًا) وضم "الممر البولندي" لألمانيا. لكن هذه المرة، كانت بريطانيا قد فقدت صبرها. بعد ضم تشيكوسلوفاكيا، أدرك رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين – الذي كان رمزا للسياسة المسالمة – أن "هتلر لا يمكن إشباع طموحاته" (حسب مذكراته). ففي 25 أغسطس 1939، وقعت لندن ووارسو الاتفاق البولندي البريطاني، الذي نص على: التدخل العسكري الفوري إذا تعرض أي من الطرفين لهجوم ألماني، وبند سري يقصر الالتزام على المواجهة مع ألمانيا فقط، وليس أي دولة أخرى.
صدمة مولوتوف-ريبنتروب: عندما تحالف العدوان
في مفاجأة صادت العالم، وقّعت ألمانيا والسوفييت معاهدة عدم اعتداء في 23 أغسطس 1939 – المعروفة باسم اتفاق مولوتوف-ريبنتروب – التي قسمت أوروبا الشرقية إلى مناطق نفوذ. قال ستالين آنذاك: "هذه معاهدة سلام، لكن الحرب أصبحت حتمية" (حسب أرشيف الكرملين). كان هتلر قد ضمن بذلك عدم تدخل موسكو عند غزو بولندا، مما شجع على المضي قدمًا.
العد التنازلي للحرب
كان هتلر قد خطط لغزو بولندا في 26 أغسطس، لكن خبر التحالف البولندي البريطاني أجبره على تأجيل بدء الحرب لمدة ستة أيام. وفي 1 سبتمبر 1939، انطلقت عملية "البيض" (Fall Weiss)، حيث قصفت الطيران الألماني مدنًا بولندية دون إعلان حرب. بعد يومين، في 3 سبتمبر، أعلن تشامبرلين من راديو لندن: "لم يعد أمامنا خيار سوى الحرب... ألمانيا رفضت سحب قواتها من بولندا" – وبذلك بدأت الحرب العالمية الثانية.
خاتمة مأساوية لسياسة الضعف
أثبتت الأحداث أن "الاسترضاء" لم يكن سوى تأجيل للحرب، كما حذر تشرشل. اليوم، بعد 86 عامًا،بقى سؤال تاريخي ملحًا: لو أن أوروبا واجهت هتلر مبكرًا في النمسا أو تشيكوسلوفاكيا، هل كان يمكن تجنب مأساة 60 مليون قتيل؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.