في تلك الأروقة، حيث تصطف الأجهزة وتملأ المكان بأصواتها، يزداد إحساسنا بواجب الدعاء والرجاء أن يلطف الله بآبائنا وأمهاتنا ويشفيهم بقدرته ويعيدهم إلى بيوتهم كما كانوا أعمدة للبيوت وركائز للمجتمع ومصدرا للحب والعطاء لا ينقطع، فقد كانوا وما زالوا مدرسة نتعلم منها الصبر والرحمة ودفء الكلمة الصادقة.
مشهد الكبار على أجهزة التنفس يوجع القلب لكنه يفتح باب التأمل في عظمة عطائهم وكيف ظلوا على مدى سنوات حياتهم حصنا للعائلة وسندا للأبناء ووجوها لا يبهتها المرض ولا يطفئ نورها الوهن، وبين دمعة خفية وتنهيدة صامتة يتجدد الأمل أن يكون الشفاء قريبا وأن يبدل الله أيامهم هذه صحة وعافية وراحة تعيد إليهم ابتساماتهم التي اشتقنا إليها.
ووسط هذه اللحظات يظل الامتنان كبيرا للدولة التي جعلت رعاية كبار السن أولوية وهيأت لهم المراكز والخدمات التي تصون كرامتهم وتخفف عن أبنائهم وطأة القلق، فنحن نرى في هذه الرعاية صورة من صور الوفاء التي تعكس حرص القيادة على الإنسان في أضعف مراحله وأكثرها حاجة للعناية.
إنها رحلة ألم لكنها قبل ذلك رحلة وفاء يعلمنا فيها الكبار الصبر والرضا ويمنحونا فرصة نادرة لرد بعض الجميل بالجلوس عند أقدامهم والدعاء لهم والتمسك برجاء الله أن يعيدهم كما كانوا بهجة للبيوت وملاذا للأبناء.
أخيرا..
ندرك أن الدعاء لهم هو ما يخفف عنهم ثقل الأجهزة والأنابيب وأن وجودنا بقربهم على الأسرّة البيضاء ليس واجبا فقط بل حياة نعيد بها إلى قلوبهم شيئا من الأمل، فهم لم يغيبوا عن المشهد يوما ولم يتوقف عطاؤهم، بل غيبتهم قسوة المرض وما زالوا في أعيننا قادة وملاذا وحنانا لا ينتهي.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.