معانٍ يستشعرها هؤلاء الرجال بقيمة الرؤية ومقاصدها العظيمة على أرض الواقع، فهي بوصلة لضبط واقع أيامنا، تقود خطواتنا باتجاه البناء والتطوّر والنماء، لتفجير الطاقات، وشحذ الهمم، واستغلال الموارد، للوفاء بمتطلبات التحديات المقبلة في مسيرة التطوّر والنمو..
«رؤية» قَلَبت الموازين، وغيّرت المفاهيم، وحرّكت الساكن، وأعادت ترتيب حياتنا وفق نظرة طموحة لا ترضى إلا بالقمة..
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة مقطع فيديو للمستشار في الديوان الملكي الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور ماجد إبراهيم الفياض، يتحدث عن ظهور علاج فعّال للسرطان عنوانه (العلاج بالخلايا التائية)..
لم يأخذ أغلب المشاهدين هذا الطرح بشكل جدي؛ لكثرة ما يصلهم من استكشافات تبشّرهم بقرب الخلاص من المرض.. هذا الفيديو يتحدث عن حقائق قائمة ومُفعّلة ومعمول بها على أرض الوطن.
يقول المستشار: الإنسان لديه مناعة، والمناعة عبارة عن خلايا، وأقصد بالخلايا المناعية خلايا الدم البيضاء التي يمكنها أن تحارب الفايروس، وتسمّى (خلايا تائية)، تتعرف على الفايروس كشيء غريب عن الجسم فتهاجمه وتفترسه، خلال هذه العملية تحدث معركة بين الخلايا التائية والفايروسات ترتفع معها درجة حرارة المريض ويشعر بالتعب والإعياء ثمّ تنتصر الخلايا التائية ويشفى المريض بأمر الله..
علاج السرطان مر بمراحل عدة بدءاً بالجراحة ثمّ بالعلاج الكيماوي ثم العلاج الإشعاعي
لكن التطوّرات الحديثة للعلاج المناعي والعلاج الخلوي غيّرت من مفهوم علاج السرطان،
خلية السرطان خلية مجنونة تنقسم بسرعة بسبب خلل جيني يتم اكتشافه في بعض الخلايا فيصبح من الممكن أن نأخذ الخلايا التائية ويتم تعديلها لتتعرف على الخلية السرطانية كفايروس، ونجعلها تتكاثر ثم نعيدها لجسم المريض، وهي خلاياه في الحقيقة..
تهاجم خلايا السرطان كفايروس، وتحدث معركة في الجسم ويشعر المريض خلالها بالتعب والغثيان ثم تنفصل الخلايا ويذوب السرطان ويتكسر ويخرج من الجسم..
قصة هذا الدواء كما يرويها الدكتور الفياض..
طفل في مدينة فلادلفيا الأمريكية عنده سرطان في الدم (لوكيميا) ميؤوس من حالته وتم إجراء تجربة هذا الدواء علية وشُفى منه..
في العام 2021 م طبّق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث هذا العلاج على طفل عمره أحد عشر عاماً من حفر الباطن أجرى عمليتين زراعة نخاع عظمى إحداهما في ألمانيا وصلت حالته إلى طريق مسدود، ولم يعد يستجيب للزراعة ولا للكيماوي..
عنده سرطان من نوع جيني محدد، طبّقنا عليه هذا العلاج عمره الآن 15 عاماً، شُفي من السرطان، ويعيش بصحة تامة واختفى من جسمه تماماً..
بعدها عالجنا أكثر من 180 حالة مرضى سرطان ميؤوس من علاجهم تشافى منهم 65% وذهبوا إلى بيوتهم والحمد لله.
وأضاف: إن المريض الواحد حسب دراسة المجلس الصحي، الذي يسافر لتلقي هذا العلاج يكلف 7 ملايين ريال.
عندما تم توطين العلاج في المملكة أصبحنا نعمل نصف العلاج في التخصصي والنصف الآخر من العلاج نرسله للشركة لتتم معالجته كمستحضر ويرجعونه لنا.. نزلت التكلفة من 7 ملايين ريال إلى مليون وثلاثمائة ألف ريال.
في بشرى أخيرة، أعلن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث علاج أول مريضة باستخدام الخلايا التائية المعدلة وراثياً، والمصنّعة محلياً، باستخدام نظام أوتوماتيكي مغلق يضمن أعلى معايير الدقة والسلامة، تحت إشراف الهيئة العامة للغذاء والدواء، مما أدّى إلى خفض التكلفة العلاجية من مليون و300 ألف ريال إلى 250 ألف ريال للحالة الواحدة، وتقصير فترة التصنيع والتسليم من 28 يوماً إلى 14 يوماً، متجاوزاً تحديات الشحن والحفظ بالتبريد وسلاسل التوريد الخارجية، وضمان وصول العلاج في الوقت المناسب للمرضى، في إنجاز نوعي يرسّخ مكانة المملكة في مجال العلاجات الجينية والخلوية.
إنجاز يأتي تكاملاً، مع المساعي الوطنية لتوطين الصناعات الحيوية من منظار الرؤية الواسع، وفي إطار استراتيجية وطنية محكمة لتطوير العلاجات المتقدمة وتوطينها وزيادة فرص الأبحاث السريرية، واستخدام الذكاء الاصطناعي، لتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة للمرضى، بتوجيهات صاحب الرؤية القديرة لتعزيز جودة الرعاية الصحية المدفوعة بالابتكار والتميّز.
رجال التخصصى بربانها الدكتور الفياض جعلوا من «الرؤية» مطيّة انطلاقهم، ومركب عبورهم إلى آفاق بعيدة، ومرامي بلا حدود، وتطلعات بلا سقوف، فصوت الحادي المستنهض للهمم ينادي «نحلم ونحقق».
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.