عرب وعالم / السعودية / عكاظ

لا تنطفئ

أروقة المستشفيات تبدو هادئة، ولكنها تضج بأنين المرضى، وصوت الأجهزة، ورائحة المعقمات.. ساكنوها يمرون بلحظات قاسية في ليل لا يسكنه سوى الألم.. كل شيء يبدو هادئاً أمامهم إلا دقات عقارب الساعة وضجيج أفكارهم الصامتة.. ينظرون في زوايا الوقت المهجور.. تعج أرواحهم بأعاصير الألم في عتمة لا تسكنها سوى آلام مختبئة خلف صدورهم في غرفة ناصعة البياض، وعتمة يملأها سواد الليل.. ضائقة صدورهم، تخنقهم العبرات.
أيها المتعب بصمته، المنهك بجسده، المتصبب عرقه، يا من أعياه المرض، فتنفس بصعوبة، وشحب وجهه، وغارت عيناه، وقضى ليله بين الأنين والسهاد، دعنِ أسألك: أليس المرض دليلاً على محبة الله سبحانه وتعالى لك؟ فإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه.. قد يمر الوقت عليك ببطء حتى تكاد تخنقك حبال الزمن، لكن يجب أن تعطي بعض الوقت للوقت.. ثق أنه كلما اشتد بك الألم والوجع، زاد أجرك عند الله.
حين تتيقن أن مرضك يمحّص إيمانك ويطهرك من ذنوبك سوف تسكن روحك، فقد اختارك الله لتنال منزلة لم تنلها بعملك، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنَّ العبدَ إذا سبقتْ له من اللهِ منزلةٌ فلم يبلُغْها بعملٍ؛ ابتلاه اللهُ في جسدِه أو مالِه أو في ولدِه، ثم صبر على ذلك حتى يُبلِّغَه المنزلةَ التي سبقتْ له من اللهِ عزَّ وجلَّ).
وحين توقن بأن الشفاء بيد الله (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)؛ فلا خوف طالما أحسنت الظن بالله وتوكلت عليه.
أعلم أن مرارة الصبر موجعة، ولكن ثوابه يستحق أن تصبر على مرضك (إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).. لذلك؛ افتح نوافذ الأمل، وأيقظ روحك بنور الإيمان، فالمرض رسالة تخبرك بأننا بحاجة إلى العودة إلى الله كلما ابتعدنا.
ومضة..
كلما جن الليل وتكالبت عليك هموم ثقال، وتجرعت من قسوة الليالي وفجرك قد طال، فتذكر أنه مهما تغيب الشمس ستشرق لا محالة.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا