عرب وعالم / السعودية / عكاظ

«أمك من فعلت»!

يبدو العنوان مستفزاً، لكنه في الأصل ردٌ على سؤال وُجّه للمتحدثة باسم البيت الأبيض «كارولين ليفيت»، حول من اختار «بودابست» لاستضافة القمة المرتقبة بين «ترمب» و«بوتين»، إذ أجابت بعبارة غير مألوفة: «أمّك هي من فعلت ذلك»!

هذا الرد قوبل بدفاع من قبل البيت الأبيض، معتبراً أنه كان «أكثر من مناسب»، وأن الشخص الذي تلقى الرد ليس صحفياً حقيقياً، بل ناشط ديمقراطي.

قد يرى البعض في تلك العبارة نوعاً من الطرافة، وقد يراها آخرون دليلاً على تحوّل أعمق في شكل الخطاب العام، فالسخرية باتت أحياناً وسيلة لتخفيف التوتر، أو لتمرير موقف دون تصريح مباشر، ومع أن المزاح السياسي ليس جديداً، إلا أن حضوره في اللغة الرسمية يعكس تحوّلاً في «مزاج» العالم نفسه، عالمٍ بات يفضّل الردود القصيرة على الخطابات الطويلة، والابتسامة العابرة على التحليل العميق.

اللافت في الجملة، أنها استُقبلت بضحك واسع أكثر مما استُقبلت باستغراب! وكأن الجمهور الذي أرهقته الجدية المفرطة في الخطاب السياسي؛ وجد في تلك اللحظة متنفساً بسيطاً من الصرامة، وهذا بدوره يطرح سؤالاً أكبر: هل أصبحنا نبحث عن الترفيه حتى في السياسة؟ وربما تكمن الطرافة الأكبر في رمزية العبارة نفسها، فحين يقول أحدهم «أمك هي من فعلت ذلك»، فإنه يُلقي باللوم – دون قصد – على الجذر، على الأصل، على المجتمع الذي أفرز هذا كله، وكأنها رسالة ضمنية مفادها: أن ما نراه اليوم في السياسة والإعلام ما هو إلا انعكاس لطريقتنا نحن في التواصل، نحن الذين صنعنا عالماً يختصر المواقف في جُمل، ويحوّل الحوار إلى سباقٍ على خفة الظل.

في ؛ ربما لا نعرف من اختار «بودابست»، لكننا نعرف بالتأكيد أن تلك الجملة ستبقى مثالاً على كيف يمكن لكلمة عفوية أن تختصر روح عصر كام.. عصر صار فيه المزاح والسخرية لغة السياسة الجديدة!

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا