عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

من المشهد البصري الى التحول الحضري

تم النشر في: 

23 أكتوبر 2025, 7:43 صباحاً

هل يمكن لساحات ومساحات خضراء جديدة أن تغيّر وجه مدينة؟

السؤال بسيط في ظاهره، غير أنّ جوابه يحمل في طياته رؤية أوسع: المدن ليست مباني وإسمنت فقط، المدن أسلوب حياة، ومساحات عامة تصنع قيمة اقتصادية واجتماعية معاً. التحوّل الحضري استثمار في الإنسان قبل المكان، لأن الحضرية حين تُصمَّم بعناية تُعيد ترتيب أولويات الإنفاق، وتفتح مجالاً واسعاً للإنتاجية وتحسين جودة الحياة.

حين نقرأ ما تحقق من منجزات في مسار التحوّل الحضري، ندرك أن الأمر يتجاوز التجميل إلى بناء قيمة اقتصادية مستدامة. فقد أُنشئت 40 حديقة جديدة بمساحة تتجاوز 527 ألف متر مربع، وأضيفت 12 ساحة بلدية بمساحة تفوق 30 ألف متر مربع، وزُرعت أكثر من مليون شجرة وأربعة عشر مليون زهرة، إضافة إلى تطوير أكثر من 3.8 ملايين متر مربع من ملاعب الأطفال والمساحات العامة. هذه الأرقام تمثل تحوّلاً في طريقة إدارة المدن، حيث أصبحت البيئة الحضرية رأس مال اجتماعي ممتد ينهض بأداء الأفراد ويرفع تنافسية المناطق السكنية والتجارية.

تتجاوز هذه المؤشرات مجرد تحسين المشهد الحضري؛ فهي تدفع نحو تنشيط الطلب على الخدمات المجاورة وتبني أساليب معيشة يومية حيوية.

من منظور التحول الحضري، يسهم كل امتداد أخضر في رفع جاذبية الموقع للأنشطة السكنية والتجارية، ويولد سلاسل قيمة في التشجير والصيانة والخدمات المجتمعية. كما تُحفّز المساحات المنظمة ريادة الأعمال الصغيرة في محيط المشاهد الخضراء العامة، وتُنشّط حركة المتاجر والمقاهي والأنشطة الرياضية، بما ينعكس على دورة الدخل المحلي.

ثمة قيمة اجتماعية واضحة؛ فالفضاءات الخضراء والساحات العامة تعزّز الروابط والتواصل بين أفراد المجتمع وتخلق قواسم مشتركة، وتوفّر مسارات آمنة لقضاء وقت نوعي، وتتيح للأسر خيارات قريبة. ومع تنظيم المشاريع الحضرية تتعزّز إمكانات المشي والنشاط البدني واللقاءات، ما يرسّخ الانتماء للمكان.

لم يعد خفياً على أحد أن طريق التحول الحضري يبدأ من تفاصيل تبدو للوهلة الأولى صغيرة كحديقة وممشى وساحة عامة، غير أنّ أثرها يتضاعف حين تُدار ضمن رؤية متكاملة.

الجمال هنا لم يعد ترفاً، إنه سياسة اقتصادية ذكية تُحسّن معيشة الناس اليوم، وتبني قيمة مستدامة للغد. هكذا تتحوّل الأسئلة البسيطة إلى قرارات مؤثرة، وتتحوّل التفاصيل إلى عوائد تُقاس في صحة المجتمع وتنافسيّة المدينة.

وعودة إلى ذي بدء، فمن المشهد البصري يبدأ الطريق نحو التحول الحضري، ومن جمال المكان تُبنى قيمة الحياة. إنها رؤية ترى في التفاصيل الصغيرة أساساً لتحوّل كبير، يُعيد رسم ملامح المدن لتكون بيئة تنبض بالحيوية وتُعبّر عن طموح الوطن ومستقبل أجياله.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا