عرب وعالم / السعودية / عكاظ

تتهم هولندا بإطالة أمد حرب الرقائق التي تهدد بإيقاف مصانع السيارات

واجه مصنعو السيارات حول العالم مخاوف متجددة بشأن استمرار إنتاجهم، بعد أن اتهمت الحكومة الهولندية، اليوم (الثلاثاء) بعدم التعاون في حل النزاع حول سيطرة هولندا على شركة نيكسبيريا لصناعة الرقائق، مما أدى إلى تعليق تصدير منتجات الشركة من الصين وتهديد سلاسل التوريد العالمية.

تبادل الاتهامات بين الصين وهولندا

وفي بيان رسمي عبر الإنترنت، دعت وزارة التجارة الصينية الحكومة الهولندية إلى «التوقف عن التدخل» في الشؤون الداخلية لنيكسبيريا، ودعتها إلى العمل «بشكل بناء» لتخفيف الضغط على سلاسل التوريد، محذرة من أن «الإصرار الهولندي على نهجه الأحادي دون اتخاذ إجراءات ملموسة سيؤدي حتماً إلى تعميق التأثير السلبي على سلسلة التوريد العالمية لأشباه موصلات».

وجاءت هذه الاتهامات بعد أن سيطرت الحكومة الهولندية على نيكسبيريا، الشركة الأوروبية الرائدة في إنتاج رقائق السيارات، في نهاية سبتمبر الماضي، بسبب مخاوف أمنية تتعلق بشركتها الأم الصينية وينغتيك تكنولوجي.

قانون من عصر الحرب الباردة

وأدى ذلك إلى إقالة رئيس الشركة التنفيذي، تشانغ شيويتشنغ، واستخدام قانون من عصر الحرب الباردة يعود إلى عام 1952، يسمح للحكومة بالتدخل في الشركات للحفاظ على الأمن الاقتصادي.

مخاوف أمريكية

وكانت الولايات المتحدة قد أثارت مخاوفها في يونيو بشأن إدارة الشركة، حيث أفادت وثائق قضائية بأن مكتب الأمن الدولي ومنع الانتشار في واشنطن أبلغ وزارة الخارجية الهولندية بأن «بقاء الرئيس التنفيذي نفسه المالك الصيني يُعد مشكلة، ومن المؤكد تقريباً أن الرئيس التنفيذي يجب استبداله».

من جانبها، ردت الصين في 4 أكتوبر بفرض قيود تصديرية على منتجات نيكسبيريا المصنعة في الصين، مما أجبر الشركة على تعليق الشحنات إلى مصنعها في دونغوان (مساحة 80 ألف متر مربع في مقاطعة قوانغدونغ)، حيث يتم تغليف نحو 70% من رقائقها المصنعة في أوروبا قبل إعادة التصدير.

وهذه الرقائق الأساسية، مثل الديودات والترانزستورات، ضرورية لأنظمة السيارات من الوسائد الهوائية إلى الإغلاق المركزي، وتشكل جزءاً من سوق الرقائق المنفصلة التي تقودها نيكسبيريا كلاعب رئيسي بين أكبر 5 عالمياً.

تحذيرات شركات السيارات العالمية

وأدى ذلك إلى تحذيرات من شركات مثل فولكس فاجن، هوندا، نيسان، وفولفو، حيث قالت جمعية مصنعي السيارات الأوروبيين الأسبوع الماضي إن بعض خطوط الإنتاج «على بعد أيام» من التوقف، مع إمكانية إجازات للعمال.

ورغم محاولات الموردين الأوروبيين الحصول على إعفاءات من بكين، أكدت الوزارة الصينية أن «لا الصين ولا الصناعة العالمية ترغب في رؤية ذلك»، مشككة في تصريحات البيت الأبيض والمسؤولين الأوروبيين الأخيرة التي أشارت إلى حل طويل الأمد قريباً.

تدخل ترمب

وفي هذا السياق، تدخل الرئيس دونالد ترمب الأسبوع الماضي بعد محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ، قائلاً إن بكين «ستتخذ الإجراءات المناسبة لضمان استئناف التجارة من منشآت نيكسبيريا في الصين».

ومن جانبها، أكدت وزارة الشؤون الاقتصادية الهولندية أن المحادثات مع الجانب الصيني مستمرة، وأنها «تبقى على اتصال مع السلطات الصينية وشركائنا الدوليين للعمل نحو حل بناء يناسب نيكسبيريا واقتصاداتنا».

وأثار النزاع ردود فعل حادة، حيث وصفت وينغتيك، مالكة نيكسبيريا، الإجراءات الهولندية بأنها «إجراءات غير مدروسة» أدت إلى «تعطيل الاستمرارية التجارية العالمية»، بينما حذرت جمعية مصنعي السيارات اليابانيين (بما في ذلك نيسان وتويوتا وهوندا) من أن نقص الرقائق يهدد التصنيع.

توترات تجارية بين الغرب والصين

ومع ذلك، أكدت تويوتا أنها لا تواجه مشكلة كبيرة حالياً، لكنها قد تتأثر لاحقاً. وفي أوروبا، يبحث المصنعون عن بدائل عالمية، لكن التحول لن يكون فورياً، حيث يعتمدون على مخزونات محدودة وموردين مثل إنفينيون وأونسيمي.

ويُعد هذا النزاع جزءاً من توترات تجارية أوسع بين الغرب والصين حول الملكية الفكرية والأمن الاقتصادي، خاصة في قطاع الرقائق الذي يُعد حاسماً للسيارات الكهربائية ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا