هو وهى / وكالة أخبار المرأة

«المرأة الدينية المرأة النسوية»... الخطاب المسكوت عنه

أدب وثقافة ينطلق كتاب «المرأة الدينية المرأة النسوية... كشف مضمرات الخطاب السردي في ضوء علم اجتماع الأدب»، (دار الرافدين في بيروت)، للناقدة العراقية د. موج يوسف، وقدّم له الناقد السعودي الدكتور عبد الله الغذامي؛ من جدليات متعددة أبرزها: هل يمكن معالجة موضوع المرأة في النص السردي والرواية تحديداً عبر الفعل الأدبي؟ وهل كل ما يكتب تحت اسم الرواية يمكن أن نسلّم به ونعده رواية؟ وما فرق علم اجتماع الأدب عن المنهج الاجتماعي والنقد الثقافي والمناهج السوسيولجية؟ وكيف نجعل النقد يتعاطى مع الحياة؟ تشير المؤلفة إلى أن الهدف من الكتاب والدراسة كلها هو أن يرتبط النص الأدبي والنقد مع الحياة؛ لذا تقول في المقدمة: «قررت أن أستعمل اللغة الأدبية التي يفهمها الجميع في البلاد العربية، فكتبتُ بلغة تُشبهنا وجزء من شفاهنا... لذلك فمن يطالع الدراسة يراها قد تخلّصت من المصطلحات النقدية وممتزجة بالدقيق لتكون كقطعة خبز في كل بيت»، حسب وصفها. استسهال الرواية تقول المؤلفة في مقدمة الكتاب: «إننّي تعاملت مع الرواية وتحديداً التي صدرت بالعقد الأخير في العراق على أنها ظاهرة اجتماعية؛ لذلك لم تكن الاختيارات عبثية وإنما قصدية شملت الجيد والرديء لعدة أسباب؛ ومنها: أنّ هناك نوعاً من الاستسهال والجهل المعرفي بعوالم الرواية؛ لا يمكن أن نصنف كتابة أغلب الكتّاب بأنها رواية، وإنما تُصنَّف ضمن السرد التاريخي أو السيرة، وهذا ما تمّ توضيحه في الدراسة. والسبب الآخر يكمن في الرواية العراقية وبلوغها مرحلة النضج كان في العقد الأخير، فروايات ما بعد 2003 لم تكن سوى خواء كتابي - أكثرها - إذ حاول الروائي أن ينتقم من حياة القمع التي عاشها في مرحلة النظام السابق فجاءت كتابته ملتهبة بالانفعالات العاطفية والأحداث التاريخية التي لم تغب عن كل عراقي فتحول إلى مؤرخ». علم اجتماع الأدب وتبيّن مؤلفة الكتاب أن منهج علم اجتماع الأدب هو منهج فكري جدلي قلّ توظيفه عربياً لأن مؤسسه «لوسيان غولدمان» الناقد والفيلسوف الفرنسي تُوفّي ولم يُكمل بناءه بشكل تام، وما قامت به منحه الخصوصية العربية عندما جعلته يُعنى بالشكل الفني للسرد واللغة بعدما كان يُعنى بالموضوع ورؤية المجتمع. وهي ترى أن إضافة هذه الخطوات الإجرائية تعود إلى أن أكثر الروايات في عالمنا العربية هي مجرد سرد وليس روايات؛ لذا ناقد علم الأدب يستطيع أن يرصد مواطن الخلل في تقنيات السرد الروائي وضعف النص، ويوضح اللغة الموظفة في الرواية؛ هل هي أدبية أم تقريرية إخبارية، وكيف تؤثر اللغة على البناء الفني؟ وهنا تأتي أهمية دراسة كهذه كمنهج فكري: هي جعل النقد متناولاً بيد الجميع ويتلاءم مع كل مستويات الوعي. المرأة والعنف ينقسم الكتاب إلى قسمين يختلفان في الرؤية ويشتركان في موضوعة المرأة، الباب الأول بعنوان: «رؤية الكاتبات للمرأة والمجتمع» وفيه تحاول الناقدة معالجة قضايا شائكة متعددة؛ لذا جاء تقسيم الفصول ليشمل ما عانت منه المرأة في كل المجتمعات، لكن على لسانهن، فكان الفصل الأول بعنوان: «العنف الاجتماعي متحرك ضد سكونها»، وتناول موضوعات «التابو» كما عنونتها مؤلفة الكتاب، وهي: اغتصاب المرأة مجتمع شريعة الغاب، والتمييز الجنسي عقيدة المجتمعات الأبوية، السحر والخرافة، إيمان يستتر في «أنا» المرأة المقهورة. ولم تُغفل موج يوسف مآسي الحروب وما تصنعه في الذوات الإنسانية؛ لذا قررت أن تقرأ تاريخ الحروب العراقية كما ترويه النساء، فوضعت فصلاً بعنوان: «تاريخ الحروب كما تقصه الكاتبات»، وتوزع على موضوعات ذات عتبة نصية تكشف عن المضمون، وهي: حرب الخليج الأولى الإيرانية جمر بذاكرة الرواية، وحرب الخليج الثانية الاحتراق الكامل، واحتلال بغداد رمادٌ نُثر على دجلة... وهي تصور وضع بغداد وما مرت به النساء كما مرّ به الحلاج عندما صُلب وقُتل وأُحرق ونُثر رماده في دجلة. نسوية متطرفة كذلك تناولت أنماط المرأة في المجتمع عبر قضيتين : الآيديولوجية ورؤية العالم، وفرقت بين هذين المصطلحين وأهميتهما في النص، فوضعت عنواناً لفصل باسم: «آيديولوجيا تخنق النصّ ورؤية عالم مغلقة»، وبيّنت كيف تؤثر الآيديولوجيا على الشخصية من ناحية فكرية؛ لذا أنماط المرأة لم تكن مستحدثة، وإنما نمطية نحو ما وصفته الناقدة: «رؤية روائية نحو المرأة الشعبية والتقليدية»، و«المرأة الدينية حضور اجتماعي بسلطة الدين»، و«المرأة النسوية وجود اجتماعي وعبث كتابي»، وهي ترى هنا أن «نسوية الروائيات العراقيات كانت من النوع المتطرف، فهي لم تعالج قضية المرأة بقدر ما تنال منها، وهنا تكمن خطورتها». المرأة والجسد القسم الثاني من الدراسة جاء لكشف ومكاشفة رؤية العالم عند الكتّاب، فحمل عنوان: «رؤية الكتّاب لشخصية المرأة في الرواية»، تناولت فيه ثنائية المركز والهامش وتحديداً عند المرأة، وطرحت موضوعات من بينها: «شخصية المرأة مركزاً فنياً واجتماعياً»، و«المرأة هامش اجتماعي ومركز فني»، «شخصية المرأة هامش فني ومركز اجتماعي». ولعل موضوعة الجسد كانت المتن الأهم في الكتابات السردية كما ترى المؤلفة. وهي تلاحظ كيف وظفه أغلب الكتّاب توظيفاً تسويقياً لأجل «الترويج لبضاعتهم السردية المتكدسة»، و«كان جسد المرأة العلامة العالمية للتسويق». وخصصت لذلك فصلاً بعنوان «جسد المرأة بين الانهيار الفني وغريزة المتلقي»، ذكرت فيه أن «الجسد يمثّل هندسة اجتماعية منهارة فنياً»، واقتحمت بهذا منطقتين من «التابو» بعنوان: «الجنس في الرواية بين غريزة الكاتب وإثارة متلقيه»، و«الآخر الجسد بين المقدس الاجتماعي والمدنس الفني». وتختم الدراسة بوضع مصطلح نقدي يضاف إلى مصطلحات النقد السردي، وهو «الحلولية الكونية» الذي أفرغته من محتواه الصوفي وحقنته بمفهوم فني، وتعني به أن تحلَّ رؤية الكاتب عبر الراوي سواء كان العليم أو المخاطب أو الغائب بشخصية المرأة، فيصيران ذاتاً واحدة ورؤية واحدة، وينتجان نصاً تختفي منه التضاريس الجنسانية (الرجل والمرأة). الغذامي: بوابة شائكة وأشاد الناقد السعودي الدكتور عبد الله الغذامي عند تقديمه للكتاب بجرأة مؤلفته وهي تواجه القوى الثقافية؛ لأنها دخلت من بوابة منهجية شائكة وغير مطروقة في المنهجيات النقدية، وهي زاوية علم اجتماع الأدب، الذي يجعل الموضوع هو المرتكز، في حين أن المنهجيات النقدية تنطلق من الخطاب نفسه وتستنبت مباحثها عبر مضمرات الخطاب كما في النقد الثقافي، أو ثغرات الخطاب كما في المنهج التشريحي من أجل إعادة البناء، أو المنهج التفكيكي الذي يعمد لتقويض بنية الخطاب وتعرية تمركزه المنطقي، ولكن الدكتورة موج يوسف مالت لسبر الاجتماعيات الأدبية؛ بمعنى أن تعالج موضوع المرأة والأدب من حيث صورة المرأة في الفعل الأدبي، فجاء بحثها ثرياً في مادته الأدبية التي اتخذت المرأة مركزاً للخطاب.

أدب وثقافة

ينطلق كتاب «المرأة الدينية المرأة النسوية... كشف مضمرات الخطاب السردي في ضوء علم اجتماع الأدب»، (دار الرافدين في بيروت)، للناقدة العراقية د. موج يوسف، وقدّم له الناقد الدكتور عبد الله الغذامي؛ من جدليات متعددة أبرزها: هل يمكن معالجة موضوع المرأة في النص السردي والرواية تحديداً عبر الفعل الأدبي؟ وهل كل ما يكتب تحت اسم الرواية يمكن أن نسلّم به ونعده رواية؟ وما فرق علم اجتماع الأدب عن المنهج الاجتماعي والنقد الثقافي والمناهج السوسيولجية؟ وكيف نجعل النقد يتعاطى مع الحياة؟

تشير المؤلفة إلى أن الهدف من الكتاب والدراسة كلها هو أن يرتبط النص الأدبي والنقد مع الحياة؛ لذا تقول في المقدمة: «قررت أن أستعمل اللغة الأدبية التي يفهمها الجميع في البلاد العربية، فكتبتُ بلغة تُشبهنا وجزء من شفاهنا... لذلك فمن يطالع الدراسة يراها قد تخلّصت من المصطلحات النقدية وممتزجة بالدقيق لتكون كقطعة خبز في كل بيت»، حسب وصفها.

استسهال الرواية

تقول المؤلفة في مقدمة الكتاب: «إننّي تعاملت مع الرواية وتحديداً التي صدرت بالعقد الأخير في على أنها ظاهرة اجتماعية؛ لذلك لم تكن الاختيارات عبثية وإنما قصدية شملت الجيد والرديء لعدة أسباب؛ ومنها: أنّ هناك نوعاً من الاستسهال والجهل المعرفي بعوالم الرواية؛ لا يمكن أن نصنف كتابة أغلب الكتّاب بأنها رواية، وإنما تُصنَّف ضمن السرد التاريخي أو السيرة، وهذا ما تمّ توضيحه في الدراسة. والسبب الآخر يكمن في الرواية العراقية وبلوغها مرحلة النضج كان في العقد الأخير، فروايات ما بعد 2003 لم تكن سوى خواء كتابي - أكثرها - إذ حاول الروائي أن ينتقم من حياة القمع التي عاشها في مرحلة النظام السابق فجاءت كتابته ملتهبة بالانفعالات العاطفية والأحداث التاريخية التي لم تغب عن كل فتحول إلى مؤرخ».

علم اجتماع الأدب

وتبيّن مؤلفة الكتاب أن منهج علم اجتماع الأدب هو منهج فكري جدلي قلّ توظيفه عربياً لأن مؤسسه «لوسيان غولدمان» الناقد والفيلسوف الفرنسي تُوفّي ولم يُكمل بناءه بشكل تام، وما قامت به منحه الخصوصية العربية عندما جعلته يُعنى بالشكل الفني للسرد واللغة بعدما كان يُعنى بالموضوع ورؤية المجتمع. وهي ترى أن إضافة هذه الخطوات الإجرائية تعود إلى أن أكثر الروايات في عالمنا العربية هي مجرد سرد وليس روايات؛ لذا ناقد علم الأدب يستطيع أن يرصد مواطن الخلل في تقنيات السرد الروائي وضعف النص، ويوضح اللغة الموظفة في الرواية؛ هل هي أدبية أم تقريرية إخبارية، وكيف تؤثر اللغة على البناء الفني؟ وهنا تأتي أهمية دراسة كهذه كمنهج فكري: هي جعل النقد متناولاً بيد الجميع ويتلاءم مع كل مستويات الوعي.

المرأة والعنف

ينقسم الكتاب إلى قسمين يختلفان في الرؤية ويشتركان في موضوعة المرأة، الباب الأول بعنوان: «رؤية الكاتبات للمرأة والمجتمع» وفيه تحاول الناقدة معالجة قضايا شائكة متعددة؛ لذا جاء تقسيم الفصول ليشمل ما عانت منه المرأة في كل المجتمعات، لكن على لسانهن، فكان الفصل الأول بعنوان: «العنف الاجتماعي متحرك ضد سكونها»، وتناول موضوعات «التابو» كما عنونتها مؤلفة الكتاب، وهي: اغتصاب المرأة مجتمع شريعة الغاب، والتمييز الجنسي عقيدة المجتمعات الأبوية، السحر والخرافة، إيمان يستتر في «أنا» المرأة المقهورة. ولم تُغفل موج يوسف مآسي الحروب وما تصنعه في الذوات الإنسانية؛ لذا قررت أن تقرأ تاريخ الحروب العراقية كما ترويه النساء، فوضعت فصلاً بعنوان: «تاريخ الحروب كما تقصه الكاتبات»، وتوزع على موضوعات ذات عتبة نصية تكشف عن المضمون، وهي: حرب الخليج الأولى الإيرانية جمر بذاكرة الرواية، وحرب الخليج الثانية الاحتراق الكامل، واحتلال بغداد رمادٌ نُثر على دجلة... وهي تصور وضع بغداد وما مرت به النساء كما مرّ به الحلاج عندما صُلب وقُتل وأُحرق ونُثر رماده في دجلة.

نسوية متطرفة

كذلك تناولت أنماط المرأة في المجتمع عبر قضيتين : الآيديولوجية ورؤية العالم، وفرقت بين هذين المصطلحين وأهميتهما في النص، فوضعت عنواناً لفصل باسم: «آيديولوجيا تخنق النصّ ورؤية عالم مغلقة»، وبيّنت كيف تؤثر الآيديولوجيا على الشخصية من ناحية فكرية؛ لذا أنماط المرأة لم تكن مستحدثة، وإنما نمطية نحو ما وصفته الناقدة: «رؤية روائية نحو المرأة الشعبية والتقليدية»، و«المرأة الدينية حضور اجتماعي بسلطة الدين»، و«المرأة النسوية وجود اجتماعي وعبث كتابي»، وهي ترى هنا أن «نسوية الروائيات العراقيات كانت من النوع المتطرف، فهي لم تعالج قضية المرأة بقدر ما تنال منها، وهنا تكمن خطورتها».

المرأة والجسد

القسم الثاني من الدراسة جاء لكشف ومكاشفة رؤية العالم عند الكتّاب، فحمل عنوان: «رؤية الكتّاب لشخصية المرأة في الرواية»، تناولت فيه ثنائية المركز والهامش وتحديداً عند المرأة، وطرحت موضوعات من بينها: «شخصية المرأة مركزاً فنياً واجتماعياً»، و«المرأة هامش اجتماعي ومركز فني»، «شخصية المرأة هامش فني ومركز اجتماعي». ولعل موضوعة الجسد كانت المتن الأهم في الكتابات السردية كما ترى المؤلفة. وهي تلاحظ كيف وظفه أغلب الكتّاب توظيفاً تسويقياً لأجل «الترويج لبضاعتهم السردية المتكدسة»، و«كان جسد المرأة العلامة العالمية للتسويق».

وخصصت لذلك فصلاً بعنوان «جسد المرأة بين الانهيار الفني وغريزة المتلقي»، ذكرت فيه أن «الجسد يمثّل هندسة اجتماعية منهارة فنياً»، واقتحمت بهذا منطقتين من «التابو» بعنوان: «الجنس في الرواية بين غريزة الكاتب وإثارة متلقيه»، و«الآخر الجسد بين المقدس الاجتماعي والمدنس الفني».

وتختم الدراسة بوضع مصطلح نقدي يضاف إلى مصطلحات النقد السردي، وهو «الحلولية الكونية» الذي أفرغته من محتواه الصوفي وحقنته بمفهوم فني، وتعني به أن تحلَّ رؤية الكاتب عبر الراوي سواء كان العليم أو المخاطب أو الغائب بشخصية المرأة، فيصيران ذاتاً واحدة ورؤية واحدة، وينتجان نصاً تختفي منه التضاريس الجنسانية (الرجل والمرأة).

الغذامي: بوابة شائكة

وأشاد الناقد السعودي الدكتور عبد الله الغذامي عند تقديمه للكتاب بجرأة مؤلفته وهي تواجه القوى الثقافية؛ لأنها دخلت من بوابة منهجية شائكة وغير مطروقة في المنهجيات النقدية، وهي زاوية علم اجتماع الأدب، الذي يجعل الموضوع هو المرتكز، في حين أن المنهجيات النقدية تنطلق من الخطاب نفسه وتستنبت مباحثها عبر مضمرات الخطاب كما في النقد الثقافي، أو ثغرات الخطاب كما في المنهج التشريحي من أجل إعادة البناء، أو المنهج التفكيكي الذي يعمد لتقويض بنية الخطاب وتعرية تمركزه المنطقي، ولكن الدكتورة موج يوسف مالت لسبر الاجتماعيات الأدبية؛ بمعنى أن تعالج موضوع المرأة والأدب من حيث صورة المرأة في الفعل الأدبي، فجاء بحثها ثرياً في مادته الأدبية التي اتخذت المرأة مركزاً للخطاب.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة وكالة أخبار المرأة ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من وكالة أخبار المرأة ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا