أكد علاء موسى سفير مصر في لبنان وعضو اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان، أن اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2024 بين لبنان وإسرائيل شهد خروقات كثيرة.

وقال السفير موسى في لقاء خاص لقناة القاهرة الإخبارية، "اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان كانت مهمتها تمهيد الأجواء وتشجيع الفرقاء في لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية، وهى مهمة استغرقت عامين حتى كللت بالنجاح بالتعاون مع الأشقاء في لبنان، وتم انتخاب الرئيس جوزيف عون رئيسا للبنان منذ بداية العام الجارى، وأعقب ذلك تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام".

وأضاف أن اللجنة دورها لم يتوقف عند هذا الحد، بل يتواصل عملها بالتنسيق مع الدولة اللبنانية لتسهيل بعض الأمور ومعالجة بعض القضايا التي تحتاج لبنان بها الى دعم دولي.

وتابع أن السفيرة الأمريكية دعت اللجنة لمناقشة رؤية المبعوث الأمريكي للبنان، والعنوان الرئيسي لمضمون الورقة والمقترحات الأمريكية المقدمة لمساعدة لبنان هو ليس فقط حصر السلاح بيد الدولة ولكن يتضمن أيضا الإصلاح الاقتصادي والقضائي في لبنان وهو ما يعني استقرار للدولة يقابله وضع أكثر أمنا وبسط الدولة اللبنانية قيادتها على كل أرجائها وتأمين الحدود الشرقية.

وأشار إلى أن الورقة الأمريكية وما تتضمنها هى ليست طلبات أمريكية ولا مصرية بل هى في الأصل جاءت من داخل لبنان، مشيرا إلى أن أفكار المبعوث الأمريكي ليست غريبة عن اللجنة الخماسية ولا عن الدولة اللبنانية.

وشدد على أن الالتزام ليس فقط على الدولة اللبنانية لكن هناك أيضا التزام على اسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان والالتزام بترسيم الحدود وعودة الأسرى.

وأوضح أن اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2024 شهد خروقات كثيرة منها عدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي تم احتلالها خلال العام الماضي في الجنوب وأيضا الخروقات المستمرة حتى الآن للأجواء اللبنانية، منوها بأنه سيتم حل تلك الأمور في إطار ما تطرحه الرؤية الأمريكية.

إن اللجنة الخماسية تتفق على العناوين الرئيسية لرؤية المبعوث الأمريكي خاصة المتعلقة بحصر السلاح بيد الدولة والإصلاح الاقتصادي والقضائي وانسحاب اسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية ووقف الخروقات الإسرائيلية، مشددا على ضرورة تأمين وتوفير المساعدات اللازمة للجيش اللبناني من أجل فرض سيطرته على كل أرجاء لبنان.

وأضاف السفير موسى، أن الموقف المصري في التعامل مع العهد الجديد للدولة اللبنانية واضح وبرز ذلك خلال زيارة الرئيس جوزيف عون الى القاهرة ولقائه مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شهد اللقاء توافق وتطابق الرؤى ما بين البلدين، مؤكدا أن مصر تدعم الأفكار الرئيسية والمقاربة الموضوعية والمنطقية التي يتبناها الرئيس عون.

وأشار إلى أن رد الدولة اللبنانية حول الرؤية الأمريكية سوف يحمل الكثير من الأفكار الإيجابية مع قدر من الأسئلة والاستفسارات لكن الرد في مجمله إيجابي.

وأكد أن هناك دعما سياسيا مصريا مطلقا للبنان لأنه في هذه الفترة يحتاج للدعم من أشقائه ومن كل الدول المحيطة به، ومصر لها علاقات جيدة مع كل دول المنطقة وخارج الإقليم وتستغل هذه العلاقات في شرح التحديات التي يواجهها لبنان من أجل تسهيل وتوفير الدعم للرئيس عون لتطبيق ما يسعى اليه لبنان.

وأوضح أنه ما بعد الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان سيكون هناك دور لمصر في إعادة الإعمار، حيث تم التأكيد للقيادة اللبنانية على أن مصر جاهزة للمشاركة في إعادة إعمار لبنان لأن مصر تمتلك خبرة كبيرة في هذا الأمر، منوها بأن مصر هى الدولة الوحيدة في المنطقة القادرة على المسارعة لوضع بصمات في إعادة الإعمار لأن تجربتها تسمح لها بذلك، مؤكدا أن الشركات المصرية جاهزة للدخول في هذا الشأن وقت أن تبدأ عملية الإعمار بالفعل.

ويشار إلى أن اللجنة الخماسية للدول المعنية لمساعدة لبنان والتي تضم في عضويتها مصر والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وقطر تهدف إلى حياد لبنان، ليبقى محافظا على هويته الوطنية والعربية، وأن يعود إلى حياته الطبيعية، مع تثبيت أركان سلطة الدولة لتقوم بدورها بحل المشكلات المتعددة التي يعانيها الشعب اللبناني منذ عقود.