هو وهى / انا اصدق العلم

ماذا يحدث إذا لامس دهان يحتوي على التستوستيرون الجلد؟

في حادثة طبية أعيد تداولها مؤخرًا في وسائل الإعلام، أصيبت طفلة في السويد بتغيرات جسدية غير طبيعية -تضخم في الأعضاء التناسلية- بعد أن استلقت على صدر والدها العاري، حيث وضع جل التستوستيرون الذي يستعمله لعلاج نقص الهرمون. تسلط هذه الدراسة الضوء على أحد المخاطر غير المتوقعة للعلاج الهرموني: الانتقال غير المقصود للتستوستيرون إلى الآخرين، خاصةً الأطفال.

كيف يؤثر التستوستيرون في الأطفال؟

التستوستيرون هو هرمون جنسي قوي له دور مهم في تطور الذكور، لكن أجساد الرضع تكون في طور نمو سريع، وبشرتهم أكثر قابلية لامتصاص المواد. لذلك، حتى الكميات الضئيلة من التستوستيرون الممتصة عبر الجلد قد تحدث تأثيرات ملحوظة، خاصةً عند التعرض المتكرر.

في الأشهر الأولى بعد الولادة، يمر الذكور بما يسمى البلوغ المصغر، إذ ترتفع مستويات التستوستيرون لديهم، ما يدعم تطور الجهاز التناسلي ويمهد لمرحلة البلوغ لاحقًا. يؤثر هذا الارتفاع في نمو الدماغ.

أما لدى الإناث، فترتفع مستويات الإستروجين ارتفاعًا طفيفًا خلال هذه الفترة، في حين يبقى التستوستيرون في مستويات منخفضة جدًا. عند التعرض لمصدر خارجي من التستوستيرون، قد تظهر تغيرات جسدية غير طبيعية، مثل تضخم البظر أو التحام الشفرين، وهي التغيرات التي حدثت لدى الطفلة السويدية.

كيف يحدث هذا التعرض؟

يستخدم جل التستوستيرون -المصنوع على أساس كحولي ليساعد الجلد على امتصاصه- لعلاج نقص الهرمون لدى الرجال، إذ يوضع يوميًا على الجلد -غالبًا الكتفين والمنكبين والبطن. مع أن الجل يجف خلال دقائق، يظل تأثيره على الجلد مدة تصل إلى ساعتين، ما يعني أن التلامس المباشر خلال هذه الفترة قد يؤدي إلى امتصاص غير مقصود للهرمون لدى من يلامس هذه المنطقة، خاصة الأطفال لأن بشرتهم تكون أرق وأقدر على الامتصاص، وأجسامهم تكون في طور النمو.

جدير بالذكر أن الجل نفسه يستخدم بتزايد -بجرعات تبلغ عُشر الجرعة المعطاة للرجل- لدى النساء لعلاج أعراض سن اليأس، مثل انخفاض الرغبة الجنسية أو التعب، ويوضع في مناطق مختلفة من الجسم مثل أسفل البطن أو الفخذين. مع أن الكمية المستخدمة أقل بكثير، فإن انتقال التستوستيرون بالخطأ من النساء إلى الأطفال يبقى واردًا، خاصةً عند حمل الطفل بعد وقت قصير من الاستخدام.

هل هذه الحالات شائعة؟

رغم إثارة هذه القصة للقلق، فإن البيانات تشير إلى أن مثل هذه الحوادث نادرة. في المملكة المتحدة مثلًا، يقدر عدد مستخدمي التستوستيرون بين 50,000 و100,000 شخص ضمن النظام الصحي، ومع ذلك فإن عدد الحالات المبلغ عنها في المجلات الطبية محدود للغاية، نظرًا لقلة حالات التعرض غير المقصود وآثاره الجانبية.

الإرشادات المصاحبة للجل واضحة ومباشرة: يجب وضع الجل على مناطق محددة، غسل اليدين مباشرة بعد الاستخدام، وتغطية المنطقة بعد جفافها، مع تجنب أي تلامس مباشر لعدة ساعات. عند الالتزام بهذه التعليمات، يكون احتمال انتقال الهرمون إلى الآخرين ضئيلًا للغاية.

هل يمكن عكس الآثار؟

في الحالة السويدية، تراجعت التغيرات الجسدية لدى الطفلة بعد أن تجنب والدها التلامس معها. وهذا ما يحدث غالبًا في الحالات المماثلة: إذ قد تزول الآثار تلقائيًا بمرور الوقت عند إيقاف التعرض مبكرًا.

لكن في حالات أكثر حدة أو استمرارًا، قد توجد حاجة إلى تدخل طبي، يتضمن تحاليل هرمونية، مراقبة مستمرة، علاجات مضادة للهرمونات، أو في بعض الحالات النادرة، جراحة لتصحيح التغيرات إن لم تزل تلقائيًا، لذا يعد الكشف المبكر والتدخل السريع أساسيًا.

ما الذي يمكن فعله للوقاية؟

إذا كان في المنزل أطفال رضع، أطفال صغار، أو شريكة حامل، يمكن تقليل الخطر بتوقيت الجل في أوقات لا يحدث فيها تلامس مباشر مع الآخرين، أو اختيار بدائل علاجية أقل خطرًا من حيث الانتقال العرضي، مثل الحقن، اللاصقات الجلدية أو الأقراص، المتوفرة في بعض الدول مثل الولايات المتحدة.

الخلاصة:

العلاجات الهرمونية فعالة وآمنة عند استخدامها بالشكل الصحيح، لكن من الضروري إدراك أنها ليست خالية من المخاطر، خاصة عند وجود أطفال أو نساء حوامل في المحيطة.

في ، لا داعي للخوف من استخدام التستوستيرون عند الحاجة الطبية، كما في حالة علاج النقص المثبت في التستوستيرون، وهو يحسن الوظيفة الجنسية والمزاج، لكن الالتزام بالتعليمات بدقة مسؤولية أساسية لتجنب أي مضاعفات غير مرغوبة.

اقرأ أيضًا:

هرمون قد يتنبأ بصحة الرجال المستقبلية

هل يمنع هرمون التستوستيرون البكاء؟

ترجمة: أريج حسن إسماعيل

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا