هو وهى / اليوم السابع

دراسة: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة فى علب الطعام تسبب ألزهايمر

كتبت فاطمة خليل

السبت، 20 سبتمبر 2025 09:00 م

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الصيدلة بجامعة رود آيلاند الأمريكية أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة الموجودة فى العلب والحاويات التى يوضع فيها الطعام أو الزجاجات البلاستيكية قادرة على عبور الحاجز الدموي الدماغي، وهو الحاجز الحيوي الذي يحمي الدماغ من السموم والميكروبات، وبمجرد وصولها إلى الدماغ، يمكن لهذه الجسيمات أن تسبب تغيرات شبيهة بتلك المرتبطة بمرض ألزهايمر، بحسب موقع ساينس دايلي.

وقالت البروفيسورة جيمي روس، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن الفئران المعدلة وراثيًا لحمل الجين APOE4 – المعروف بارتباطه بزيادة خطر الإصابة بألزهايمر بمقدار 3.5 ضعف مقارنة بحاملي البديل APOE3 – أظهرت علامات تدهور إدراكي ملحوظة بعد تعرضها للبلاستيك الدقيق في مياه الشرب وبينت أن الاختبارات السلوكية لهذه الفئران كشفت عن فروق لافتة بين الذكور والإناث؛ حيث بدت الذكور أكثر لامبالاة وعرضة للمخاطر، بينما أظهرت الإناث صعوبات في تمييز الأشياء الجديدة، وهو ما يعكس نمطًا مشابهًا لما يحدث لدى البشر المصابين بالمرض.

وأشارت روس إلى أن ما يجعل هذه النتائج أكثر خطورة هو أن ظهور المرض لا يتوقف على العوامل الجينية وحدها، بل يتأثر أيضًا بالعوامل البيئية ونمط الحياة، مثل النظام الغذائي ومستويات النشاط البدني والتعرض للسموم. وأضافت: "قد ترى توأمين متطابقين يحملان جين APOE4، أحدهما يظل سليمًا ذهنيًا بينما يصاب الآخر بالخرف، وهذا يوضح كيف تلعب دورًا حاسمًا في تفعيل المخاطر الكامنة".

الباحثون لاحظوا أن الجسيمات البلاستيكية المستخدمة في الدراسة مصدرها البوليسترين، وهو نوع شائع من البلاستيك يدخل في صناعة أكواب الستايروفوم وعلب الوجبات الجاهزة والعديد من المنتجات اليومية هذه المواد، التي يعتقد الكثيرون أنها آمنة، يمكن أن تطلق آلاف الجزيئات البلاستيكية عند ملامسة الطعام أو المشروبات، ثم تتسلل إلى جسم الإنسان وتستقر في أعضائه، بما في ذلك الدماغ.

النتائج، التي نشرت في مجلة Environmental Research Communications، دقت ناقوس الخطر بشأن الآثار طويلة المدى للتعرض للبلاستيك الدقيق والنانو بلاستيك، الباحثون شددوا على الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم العلاقة المباشرة بين هذه السموم البيئية وأمراض التنكس العصبي مثل ألزهايمر، ولا يقتصر الأمر على المختبرات، فقد سبق أن كشفت دراسة منفصلة عن وجود أكثر من ألف طن من البلاستيك الدقيق في بوصتين فقط من قاع خليج ناراجانسيت بالولايات المتحدة، وهو ما يعكس حجم التلوث المنتشر في البيئة البحرية والغذاء.

وتزامنًا مع هذه النتائج، تم تقديم مشروع قانون "سلامة المواد البلاستيكية الدقيقة" إلى مجلس النواب ، يطالب إدارة الغذاء والدواء بدراسة آثار هذه المواد على صحة الإنسان، خصوصًا على الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال والنساء الحوامل، وكذلك ربطها بالأمراض المزمنة والسرطان.

روس أكدت أن الأبحاث ما زالت في بداياتها، لكن التشابه بين ما يحدث في الفئران وما يُلاحظ في البشر يثير قلقًا جديًا، وقالت: "نحن بحاجة إلى تنظيمات صارمة، وإلى وعي أكبر بمدى خطورة هذه المواد على صحتنا. قد يكون البلاستيك حاضرًا في تفاصيل حياتنا اليومية، لكنه قد يكلّفنا مستقبلًا أثمن ما نملك: ذاكرتنا وعقولنا".

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا