كتبت: مروة محمود الياس
الجمعة، 26 سبتمبر 2025 03:00 صأن تستيقظ كل صباح وأنت محاصر بين شعور بالقلق المستمر ووزن ثقيل من الاكتئاب، فهذا أشبه بمشكلة يومية لا تهدأ. القلق يدفعك إلى التفكير المفرط في المستقبل، بينما الاكتئاب يسحبك إلى الخلف ويمنعك من التحرك. كثيرون يصفون هذه التجربة بأنها "شد وجذب" بين قوتين متعارضتين، هذا الاستنزاف النفسي والعقلي اليومي قد يؤدي إلى مشكلات كثيره منها تفاقم الأعراض والاضطرابات التي يعاني منها الإنسان. لذا يجب مواجهة هذه المشاعر وإدارتها معا.
وفقًا لتقرير نُشر في موقع Verywell Mind، فإن الدراسات تشير إلى أن نسبة ليست بالقليلة من المصابين بأحد الاضطرابين ينتهي بهم الحال بالمعاناة من الآخر أيضًا. السبب لا يقتصر على العوامل البيولوجية فقط، بل يمتد إلى الظروف الاجتماعية والضغوط الحياتية. الأطباء النفسيون يوضحون أن التشابه في الأعراض – مثل الأرق، الإرهاق، وصعوبة التركيز – يزيد من تداخل التشخيص والعلاج.
لماذا يجتمعان غالبًا؟التفسير يكمن في استجابة الدماغ للتوتر. فحين يتعرض الإنسان لضغط مزمن، ينشط جهاز القتال أو الهروب، ومع مرور الوقت قد ينهار التوازن الكيميائي في الدماغ، مسببًا مزيجًا من أعراض القلق والاكتئاب معًا. هذا التداخل يجعل العلاج أكثر تعقيدًا، لكنه ليس مستحيلًا.
الحياة اليومية تحت التأثيرفي مكان العمل، قد يشعر المصاب بأنه غير قادر على إنجاز المهام، فيقع في فخ التسويف. في المنزل، ربما يميل إلى الانعزال، ما يؤدي إلى خلافات مع الأسرة أو الشريك. أما في العلاقات العاطفية، فغالبًا ما يظهر الخوف من الفقدان أو عدم الاستحقاق، مما يضعف التواصل ويخلق مزيدًا من التوتر.
تضاعف الأعراضتُظهر شهادات بعض المرضى كيف يُمكن للاضطرابين أن يُضاعفا معاناة الفرد. فحينما يشتد القلق لدى البعض قد يواجهون أيضا نوبات هلع مفاجئة، وصعوبة العودة إلى الروتين. آخرون يعانون صعوبة التوازن بين رغبتهم في التواصل مع الآخرين وشعورهم بالانفصال الداخلى.
استراتيجيات التعاملالعلاج الدوائى
هناك أنواع من مضادات الاكتئاب والقلق تساعد على تحقيق توازن كيميائي في الدماغ، لكن يجب أن تتم تحت إشراف طبي صارم، مع متابعة دقيقة للآثار الجانبية.
العلاج النفسىالجلسات الفردية أو الجماعية توفر أدوات عملية لإدارة التفكير القلِق، وتقنيات للتغلب على اليأس. العلاج السلوكي المعرفي يُعتبر حجر الأساس لأنه يربط بين الأفكار والمشاعر والسلوك.
التغييرات الحياتيةالنوم الكافي، ممارسة الرياضة بانتظام، الاهتمام بالتغذية المتوازنة، وتطبيق تمارين التأمل واليقظة الذهنية. هذه التغييرات الصغيرة تُحدث فارقًا كبيرًا على المدى الطويل.
الحديث مع الآخرينالتعبير عن المشاعر ليس ضعفًا، بل خطوة نحو التعافي. الحديث مع صديق مقرّب، أو الانضمام إلى مجموعة دعم، أو حتى التفاعل عبر المنصات الإلكترونية مع أشخاص يمرون بنفس التجربة، يمكن أن يمنح شعورًا بالراحة والانتماء.
التعايش مع القلق والاكتئاب معًا ليس طريقًا سهلًا، لكنه أيضًا ليس طريقًا مسدودًا. بالعلاج المناسب، والدعم الاجتماعي، وتبني استراتيجيات عملية، يمكن تحويل هذه التجربة المؤلمة إلى رحلة تعلّم وصمود. السر يكمن في الإيمان بأن التغيير ممكن، وأن كل خطوة صغيرة نحو التعافي تُعد إنجازًا حقيقيًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.