كتبت مروة هريدى

غالبًا ما تتطور أمراض الكبد بهدوء، وفي مراحلها المبكرة، لا تظهر دائمًا علامات تحذيرية واضحة، بل قد تبدو الأعراض وكأنها طبيعية وتغيرات يومية، ما يصعب من مهمة الاهتمام بها ويسهل تجاهلها، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

يعتبر الكبد هو العضو المسئول عن تحليل الأدوية، وإزالة السموم، وتخزين العناصر الغذائية المهمة، وقد يعانى في صمت، وتبدو علامات مثل اسمرار الرقبة أو تقوس الأصابع طبيعية، ولكنها قد تكون إشارة من الجسم على وجود خلل في الكبد، ويساعد تحديد الأعراض مبكرًا في اكتشاف هذه المشكلات مبكرًا والمساعدة في علاجها.

ظهور بقع داكنة على الجلد

قد نعتقد أن ظهور البقع الداكنة أو فرط التصبغ مجرد مشكلة جلدية ولكنها في الواقع قد تكون علامة على اضطراب مزمن في الكبدي، وتشير الدراسات إلى أن تليف الكبد طويل الأمد ويمكن أن يُسبب تصبغًا جلديًا زائدًا أو تصبغًا جلديًا مكتسبًا.

وتحدث هذه الحالة عندما تضعف قدرة الكبد على معالجة بعض الهرمونات والسموم، مما يؤدي إلى تراكم الصبغات، وفي حال ملاحظة بقع داكنة على الجلد، وخاصة حول الرقبة أو الوجه أو اليدين، يُنصح باستشارة الطبيب لمعرفة السبب وراء ذلك.

تُعد الأوعية الدموية العنكبوتية تحت الجلد شائعة لدى مرضى الكبد، وتُسمى هذه الأشكال بالأورام الوعائية العنكبوتية، وغالبًا ما تظهر على الوجه أو الصدر أو الذراعين، ويحدث هذا لأن خلل وظائف الكبد قد يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني وزيادة مستويات هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية وتكوين هذه الأشكال، لذلك يجب استشارة الطبيب خاصة عند ظهورها بشكل مفاجئ.

الحكة المستمرة أو المزمنة، خاصةً في راحة اليد وباطن القدمين، دون ظهور طفح جلدي واضح قد تكون علامة على وجود خلل في الكبد، وغالبًا ما تتفاقم هذه الأعراض الشائعة لأمراض الكبد ليلًا، وقد تؤثر سلبًا على جودة النوم، وتحدث هذه الحالة عندما تتراكم الأحماض الصفراوية في مجرى الدم وتترسب في الجلد، مما يؤدي إلى حكة شديدة.

يُنتج الكبد بروتينات ضرورية لتخثر الدم، وقد يعجز الكبد التالف عن أداء هذه الوظيفة، مما يجعل الجلد أكثر عرضة للكدمات والنزيف، وقد تشير كدمات الجلد أو نزيف اللثة بسهولة دون سبب واضح إلى مشكلات في الكبد.

في حين أن تقوس الأصابع قد يرتبط بحالات مرضية مختلفة، إلا أن وجوده لدى المصابين بأمراض الكبد قد يشير إلى تليف الكبد أو خلل وظيفي متقدم في الكبد، وهو عبارة عن تضخم واستدارة أطراف الأصابع والأظافر، وغالبًا ما تصاحب هذه الحالة اختلال في الزوايا بين الأظافر.

قد تبدو بعض أعراض تلف الكبد طبيعية أو غير ضارة، أو حتى لا نشعر بها، ولكن هذه العلامات الصامتة قد تكون إشارة من الجسم إلى وجود مشكلة خطيرة في الكبد، لذلك يعد الكشف المبكر عن طريق فحوصات الدم البسيطة يجعل العلاج أكثر فعالية، ويساعد في حماية صحة الكبد على المدى الطويل.