أكد الشيخ أحمد سعيد فرماوي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن العدل كان "سِمة" من سمات الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في حكمه، مشيرًا إلى أن قصص عدله وسماحته أسهمت في نشر الإسلام وإثبات عظمة الشريعة.
واستعرض “الفرماوي”، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج “الكنز”، المذاع على قناة “الحدث اليوم”، قصة تاريخية شهيرة تجسد عدل الإمام علي وشمولية الإسلام، بطلها الإمام علي نفسه والقاضي الشهير شريح بن الحارث الكندي، الذي قضى للمسلمين سبعين عاماً.
وروى القصة قائلاً إن الإمام علي رضي الله عنه، بينما كان يسير في سوق المسلمين، وجد درعه الخاصة في يد رجل يهودي يعرضها للبيع، أمسك الإمام علي بالرجل والدرع، وقال: "الدرع درعي"، فما كان من اليهودي إلا أن قال: "بيني وبينك قاضي المسلمين شريح"، وتوجه الاثنان إلى القاضي شريح، الذي نظر في القضية، وكانت الدرع في حيازة اليهودي، والقاعدة الشرعية تقول: "البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر"ن وطلب القاضي شريح من الإمام علي تقديم شهود لإثبات ملكيته، فقدم الإمام ابنه الحسن وعبده قنبل؛ لكن القاضي شريح قضى بعدم جواز شهادة الابن لأبيه منعاً للمحاباة، كما اعتبر شهادة العبد منقوصة؛ وبناءً عليه، قضى القاضي بالدرع لليهودي، ووقف اليهودي متعجباً من سماحة وعدالة الإسلام التي لم يكن يتوقعها، وقال كلمته الشهيرة: "أشهد بالله أن هذه أحكام أنبياء نزلت من السماء! اختصم أنا وأمير المؤمنين إلى قاضيه، فيقف معي أمام القاضي، والقاضي يرد شهادة ابنه سبط رسول الله ويحكم لي بالدرع!"، وعندئذ، أعلن اليهودي إسلامه ونطق بالشهادتين، وكشف للجميع أن الدرع سقطت من الإمام علي يوم صفين وهو من أخذها، فما كان من الإمام علي إلا أن قال: "إذا هي هدية مني لك"، ويُذكر أن هذا اليهودي أصبح لاحقاً يحمل تلك الدرع ويجاهد بها في سبيل الله، متحولاً من عدو إلى محب بفضل العدل.
وأشار إلى أن عدل الإمام علي لم يكن فقط في القضاء بين المتخاصمين، بل في الفهم العميق للشريعة، مستدلاً بقصة قضاء الإمام في اليمن على أربعة رجال سقطوا في بئر مع أسد، حيث حكم بالدية وفقاً لدرجة تضرر كل منهم، وهو ما أمضاه النبي صلى الله عليه وسلم وأكده، مشيرًا إلى قول سيدنا عمر بن الخطاب: "لا قضية إلا وأبا الحسن لها"، تأكيدًا على مكانة الإمام علي كـ"أقضاكم" على الإطلاق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
