عبيد صالح السويدي

النجاح اللافت الذي حققته رياضة الإمارات في دورة الألعاب الآسيوية للشباب في مملكة البحرين يشرح الصدر، ويبعث على الأمل أن تكون الإنجازات المحققة بداية لمستقبل مبهر في الألعاب الفردية.
سعادتنا كبرت ونحن نشاهد أبطالنا وهم يحملون بين أيديهم ميداليات الفوز، وشعور الانتصار والفخر على وجوههم، بعد مشاركة ناجحة تعكس قيمة الشباب ودورهم في صناعة المستقبل.
من الأمور التي تعكس قيمة النجاح أنها كانت بمواجهة أبطال المستقبل في القارة الآسيوية، وبمواجهة دول لها حضور وازن في الأولمبياد، لذلك على الاتحادات استثمار ما تم تحقيقه في البحرين، واعتباره خطوة في طريق طويل، يبدأ بالمشاركة القوية ونيل الميداليات في أولمبياد الشباب في السنغال العام المقبل وينتهي بالتأهل إلى أولمبياد 2028.
إنها خطوة مباركة للرياضة الإماراتية خصوصاً إذا علمنا أنه لم يسبق لنا الفوز بأي ميدالية في النسختين الماضيتين لدورة ألعاب الشباب، وعلينا وضع استراتيجية طويلة الأمد نحو استدامة النتائج، والترويج لما تحقق من نجاح والترويج له، لأجل تعزيز ثقافة الإنجاز لدى جيل الشباب.
ونحن نرى شباب الإمارات يقفون على منصات التتويج، ندرك أن الرياضة هي واحدة من أعظم أدوات بناء الإنسان، فهي تزرع فيهم الانضباط، الالتزام، الإصرار، وروح التحدي، وفي كل خطوة لهم وصولاً إلى التتويج هناك قصة عطاء وعمل، وتقف خلفها أياد وعقول مميزة.
المشاركة في مثل هذه البطولات تمثل محطة محورية في مسيرة أي رياضي شاب، فهي تصنع الأبطال الحقيقيين الذين سيقودون رياضة وطنهم في المستقبل، والجميل أن هذه المشاركة تعزز الثقة بجيل طموح قادم لا يرى سقفًا لأحلامه، جيل يرفع علم الإمارات في محافل آسيا بكل ثقة وفخر.
ما نحتاج إليه اليوم ليس فقط الاحتفاء بهذه المشاركة، بل الاستثمار في قصص أبطالها، ودعمهم، وفتح الفرص أمامهم، حيث يمكننا بناء قاعدة رياضية صلبة تُثمر إنجازات أكبر في السنوات المقبلة، فالرياضة ليست مجرد منافسة، بل صناعة مستمرة للطاقات، ومنصة تفتح أمام الشباب آفاقاً أوسع من حدود الملاعب، وهؤلاء الذين رفعوا علم الإمارات اليوم، هم أنفسهم من سيقودون رياضتنا إلى منصات أعلى غداً.