تكنولوجيا / اليوم السابع

DeepSeek تُشعل سباق الذكاء الاصطناعى عالميًا وتثير قلق وادى السيليكون

دخلت شركة الذكاء الاصطناعى الصينية DeepSeek دائرة الضوء العالمية هذا الأسبوع، بعد أن تصدّر تطبيقها للدردشة قائمة التطبيقات الأكثر ًا على متجرَى Apple App Store وGoogle Play، فى خطوة وصفها مراقبون بأنها تهدد الهيمنة الأمريكية فى مجال الذكاء الاصطناعي، وتثير تساؤلات جدية بشأن مستقبل الطلب على شرائح المعالجة AI Chips.

 

جذور DeepSeek: من الأسواق المالية إلى الذكاء الاصطناعي

تأسست DeepSeek بدعم من شركة High-Flyer Capital Management، وهى صندوق تحوّط كمى صينى يعتمد على الذكاء الاصطناعى فى قراراته الاستثمارية. ويعود الفضل فى تأسيس High-Flyer إلى المهندس ليانج وينفتج، الذى بدأ حياته المهنية فى التداول أثناء دراسته فى جامعة تشجيانج. بحلول عام ، أطلقت High-Flyer مختبر DeepSeek بهدف فصل نشاطات الذكاء الاصطناعي عن أعمالها المالية، وسرعان ما أصبح كيانًا مستقلًا.

 

البداية التقنية: مراكز بيانات وتجنيد العقول

اعتمدت DeepSeek منذ بدايتها على مراكز بيانات خاصة بها لتدريب النماذج. لكنها، كغيرها من الشركات الصينية، تأثرت بقيود التصدير الأمريكية المفروضة على شرائح الحوسبة، ما اضطرها لاستخدام شرائح Nvidia H800، وهى نسخة أقل كفاءة من H100 المتاحة للشركات الأمريكية.

تضم الشركة فريقًا شابًا من باحثى الدكتوراه الذين تم استقطابهم من أبرز الجامعات الصينية، كما تستعين بأشخاص من خلفيات غير تقنية لتوسيع قاعدة المعرفة داخل النماذج.

 

نماذج DeepSeek: من “تشات” إلى “الاستدلال العميق”

أطلقت DeepSeek أول دفعة من نماذجها فى نوفمبر 2023، بما فيها DeepSeek Coder وDeepSeek LLM وDeepSeek Chat. إلا أن الاهتمام العالمى بدأ يتصاعد مع إصدار DeepSeek-V2، الذى تميز بقدرته على فهم النصوص والصور مع تكاليف تشغيل منخفضة، ما أجبر منافسين كبار مثل ByteDance وAlibaba على خفض أسعارهم أو تقديم نماذجهم مجانًا.

ثم أتى الإصدار الأقوى DeepSeek-V3 فى ديسمبر 2024، ليضع الشركة على قدم المساواة مع نماذج مثل GPT-4o وLlama، بل وتفوق على بعضها فى اختبارات الأداء الداخلية.

 

نموذج R1: الاستدلال بدلًا من التنبؤ

أكثر ما جذب الاهتمام كان نموذج R1، الذى تم إطلاقه فى يناير. بخلاف النماذج التقليدية، يعتمد R1 على آلية “الاستدلال”، أى أنه يحاول التحقق من صحة إجابته قبل تقديمها. رغم أن هذه العملية تستغرق وقتًا أطول، إلا أنها أثبتت دقتها فى مجالات مثل الفيزياء والرياضيات والعلوم.

وقد تم تحديث النموذج فى مايو وإطلاقه على منصة Hugging Face تحت ترخيص MIT مفتوح يسمح بالاستخدام التجاري.

 

جدل سياسى وأمني

رغم النجاح التقنى، لم تمر DeepSeek دون انتقادات. حيث تُخضع الحكومة الصينية جميع نماذج الذكاء الاصطناعى لمراجعة محتواها لضمان توافقها مع “القيم الاشتراكية الأساسية”. ولذلك، يمتنع نموذج R1 عن الرد على أسئلة سياسية حساسة مثل “مذبحة تيانانمين” أو “استقلال تايوان”.

وقد أدى ذلك إلى موجة حظر للشركة، شملت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وولاية نيويورك، فضلًا عن حظر استخدام موظفى مايكروسوفت لتطبيقاتها لأسباب تتعلق بـ”أمن البيانات والدعاية”.

 

التأثير العالمي

بحلول مارس، وصل عدد زيارات DeepSeek إلى 16.5 مليون زيارة شهريًا. وقد تسبب نجاح الشركة فى تراجع سهم Nvidia بنسبة 18%، وأجبر كبار القادة التقنيين مثل سام ألتمان (OpenAI) ومارك زوكربيرغ (Meta) على اتخاذ مواقف دفاعية بشأن البنية التحتية ومستقبل الإنفاق على الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من عدم وضوح نموذج أعمالها التجارى، فإن DeepSeek تعرض خدماتها بأسعار زهيدة أو مجانًا، مما جعلها محط اهتمام واسع فى أوساط المطورين، حيث تم تحميل أكثر من 500 نموذج مشتق من R1 عبر Hugging Face.

 

المستقبل الغامض

لا تزال الرؤية المستقبلية لـ DeepSeek غير واضحة. وبينما تتقدم تقنيًا وتثير إعجاب بعض المسؤولين التنفيذيين مثل رئيس Nvidia، تواجه الشركة أيضًا مقاومة متزايدة على المستوى الحكومى فى الغرب.

ورغم كل ذلك، فإن DeepSeek أصبحت تمثل تحوّلًا محوريًا فى مشهد الذكاء الاصطناعى العالمى، واضعة نفسها على طاولة المنافسة الكبرى، ومهددة بتغيير توازن القوى بين الشرق والغرب فى عالم التكنولوجيا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا