كتبت هبة السيد

دخلت شركتا كوالكوم وجوجل كلاود في شراكة جديدة تهدف إلى تزويد سيارات المستقبل بمساعد صوتي أكثر ذكاءً وفاعلية، وستعمل التقنية بشكل مزدوج، حيث يمكنها معالجة الأوامر داخلياً داخل السيارة لتقديم ردود سريعة وموثوقة، وفي الوقت نفسه الاستعانة بالسحابة الإلكترونية للحصول على إجابات أكثر عمقاً، وهو ما يضمن استمرار الخدمة حتى في حال ضعف الاتصال بالإنترنت، مع تحسن أدائها وتطورها بمرور الوقت.

وتستند هذه الخطوة إلى دمج منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالسيارات من جوجل، والمبنية على Gemini، مع منصة Snapdragon Digital Chassis من كوالكوم، التي تستخدم بالفعل في تشغيل العديد من أنظمة القيادة والترفيه داخل السيارات.

وبذلك ستحصل شركات صناعة السيارات على حزمة متكاملة لبناء مساعد صوتي خاص بها، يتميز بصوت وهوية وخصائص تعكس علامتها التجارية، مع القدرة على أداء مهام متنوعة تشمل الملاحة وتشغيل الموسيقى وإجراء المكالمات والتحكم في وظائف السيارة الأساسية.

لكن المساعد الجديد لن يقتصر على الأوامر التقليدية مثل تشغيل الأغاني، بل سيمكن السائق من استخدام عبارات طبيعية أكثر. فعلى سبيل المثال، إذا قال السائق: "أنا متأخر عن الاجتماع"، يمكن للمساعد ضبط المسار نحو الوجهة، واقتراح محطة قهوة سريعة على الطريق، وبدء المكالمة المطلوبة، مع طرح أسئلة متابعة فقط عند الضرورة.

وأكدت جوجل أن المنصة ستكون آمنة وخاضعة لسيطرة شركات السيارات نفسها، في حين أوضحت كوالكوم أن هذه الشراكة ستسهم في تسريع إدخال المساعدات الذكية المتطورة إلى الأسواق.

ويعني ذلك أن المستهلك سيحصل على تجربة أسرع وأكثر موثوقية، إذ ستتم معالجة الأوامر الأساسية على معالج السيارة مباشرة لضمان سرعة الأداء حتى مع ضعف الشبكة، بينما تُعالج الطلبات المعقدة عبر السحابة لتقديم حلول أدق، مثل التخطيط لرحلات طويلة متعددة المحطات.

كما ستحمل كل علامة تجارية طابعها الخاص، مع توفير دعم متعدد اللغات يتناسب مع الأسواق العالمية المختلفة، وهو ما يجعل التجربة أكثر شخصية وارتباطاً بالمستخدمين.

والأهم أن هذه المساعدات ستتطور مع مرور الوقت عبر تحديثات البرامج، بحيث تكتسب السيارات مهارات جديدة كلما تقدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لدى جوجل.

يذكر أن التعاون بين جوجل وكوالكوم في قطاع السيارات يعود إلى عام 2016 عندما عملا معاً على أنظمة الترفيه المبنية على أندرويد. لكن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية من مجرد التحكم الصوتي البسيط إلى مساعد افتراضي قادر على تنفيذ مهام متكاملة.

ورغم أن الشركتين لم تكشفا عن الشركاء أو الجدول الزمني للإطلاق، فإن الاتجاه واضح بأن سيارات المستقبل ستحتوي على مساعدين صوتيين أسرع وأكثر ذكاءً وأكثر تخصيصاً منذ اليوم الأول، مع وعود بمزيد من التطور والتحسين المستمر.