أصدرت الهيئة المسؤولة عن الفضاء السيبراني في الصين قرارًا يحظر على شركات التكنولوجيا العملاقة في البلاد، مثل بايت دانس وعلي بابا، شراء رقاقات الذكاء الاصطناعي التي تنتجها شركة إنفيديا الأمريكية، في خطوة تعكس مساعي بكين المتزايدة إلى دعم صناعة الرقاقات المحلية ومنافسة الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الهيئة أبلغت هذه الشركات بوقف الاختبارات وطلبات الشراء الخاصة برقاقة RTX Pro 6000D، التي صممتها إنفيديا بنحو خاص للسوق الصينية.
وكانت عدة شركات قد خططت لشراء عشرات الآلاف من هذه الرقاقات، وبدأت بالفعل أعمال التحقق والاختبار مع موردي خوادم إنفيديا قبل صدور القرار.
وتسبب الإعلان في تراجع أسهم إنفيديا، وسط مخاوف من تقلص مبيعات الشركة في إحدى أكبر أسواقها.
ويتجاوز القرار الجديد التوجيهات السابقة التي ركزت على رقاقة H20 المُخصصة أيضًا للصين. وخلصت الجهات التنظيمية الصينية حديثًا إلى أن المعالجات المحلية للذكاء الاصطناعي وصلت إلى مستوى أداء مماثل أو أفضل من رقاقات إنفيديا المسموح بتصديرها إلى الصين في ظل القيود الأمريكية.
وأعرب الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانغ، في تصريحات عن خيبة أمله من القرار قائلًا: “يمكننا خدمة السوق فقط إذا كانت الدولة ترغب في ذلك. نحن نفهم أن هناك أجندات أكبر بين الصين والولايات المتحدة، وعلينا التحلي بالصبر”.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في أغسطس الماضي اتفاقًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإنفيديا، تُمنح بموجبه تراخيص تصدير محدودة مقابل حصول الحكومة الأمريكية على 15% من مبيعات رقاقة H20 في الصين.
وتأتي الخطوة في إطار ضغط حكومي على شركات التكنولوجيا الصينية لتسريع الاعتماد على الرقاقات المحلية مثل تلك التي تطورها هواوي وكامبريكون وبايدو، وذلك بهدف تقليل الاعتماد على إنفيديا ومجاراة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وكانت تقارير صحفية سابقة قد أفادت بأن مصنعي الرقاقات في الصين يخططون لزيادة إنتاج رقاقات الذكاء الاصطناعي ثلاثة أضعاف خلال العام المقبل، مع تأكيد مسؤولين في القطاع أن الإمدادات المحلية ستكون كافية لتلبية الطلب دون الحاجة إلى منتجات إنفيديا.
يُذكر أن إنفيديا طرحت رقاقة RTX Pro 6000D في يوليو الماضي خلال زيارة هوانغ إلى بكين، لتكون آخر منتج يُسمح ببيعه في الصين بكميات كبيرة، قبل صدور الحظر الأخير.
اتهامات لإنفيديا بعد الاستحواذ على شركة إسرائيلية
إلى جانب ذلك، أعلنت الهيئة الصينية لتنظيم السوق (SAMR) هذا الأسبوع فتح تحقيق لمكافحة الاحتكار بحق إنفيديا على خلفية استحواذها على شركة Mellanox الإسرائيلية المتخصصة في حلول الشبكات لمراكز البيانات والخوادم، وهو ما يُعد ضربة إضافية للشركة في السوق الصينية.
وفي ظل تلك التوترات، أكد هوانغ أن السوق الصينية ستبقى مهمة لإنفيديا، قائلًا: “إن الصين سوق كبيرة، وصناعة التكنولوجيا فيها نابضة بالحياة. لقد خدمناها على مدى 30 عامًا، وسنواصل دعم الحكومة الصينية وشركاتها كما نشجع في الوقت ذاته سياسات الحكومة الأمريكية”.
يُذكر أن هوانغ يرافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع، إذ أعلنت إنفيديا استثمارات ضخمة قيمتها 15 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في بريطانيا، بالتوازي مع استثمارات مماثلة أعلنتها شركات أمريكية أخرى مثل مايكروسوفت وجوجل.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.