في خطوة تهدف إلى استعادة زخم المبيعات بعد عام شهد تراجعًا في الطلب، أعلنت شركة تسلا رسميًا عن طرح نسخ جديدة أقل سعرًا من سياراتها الكهربائية الشهيرة Model 3 وModel Y تحت اسم “Standard”، تأتي هذه الإصدارات الجديدة بأسعار تبدأ من 36,990 دولارًا للطراز السيدان و39,990 دولارًا لطراز الـSUV، ما يجعلها الأرخص في خط إنتاج الشركة الحالي، رغم أنها ليست بقدر الانخفاض الذي كان يأمله بعض المستهلكين.
وتتميز النسخ الجديدة بمدى قيادة يصل إلى 321 ميلًا للشحنة الواحدة، لكنها تأتي بإمكانيات محدودة مقارنة بالإصدارات الأعلى من نفس الطرازين، فلا تتضمن هذه السيارات نظام Autopilot الكامل للقيادة الذاتية، إذ تقتصر على خاصية التحكم في السرعة بحسب حركة المرور دون ميزة التوجيه الآلي Autosteer.
ورغم أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي تسلا لتوسيع قاعدة عملائها، فإنها لا تحقق الوعد الذي أطلقه المدير التنفيذي إيلون ماسك قبل سنوات بشأن سيارة كهربائية بسعر 25 ألف دولار، وهو المشروع الذي تم التخلي عنه لاحقًا، كما أن السعر الجديد لا ينخفض حتى عن حاجز 35 ألف دولار الذي كان تسلا قد روّجت له أثناء التحضير لإطلاق Model 3 في عام 2016، وهو سعر لم يتحقق فعليًا إلا لفترة قصيرة جدًا.
على مستوى التصميم الداخلي، تتبنى النسخ “Standard” فلسفة التبسيط إلى أقصى حد؛ إذ لا تحتوي على شاشة خلفية للمقاعد الثانية، ويجري تعديل المقود والمرايا يدويًا بدلًا من النظام الكهربائي، كما تم إلغاء الراديو التقليدي FM/AM وتقليص عدد السماعات إلى سبع فقط بدلًا من 15 مع مضخم صوت في الإصدارات الأغلى، إضافة إلى تدفئة المقاعد في الصف الأمامي فقط دون الخلفي.
أما من الخارج، فقد تم إزالة شريط الإضاءة الأمامي المميز لطراز Model Y الفاخر، وكذلك السطح الزجاجي الكامل الذي اعتادت عليه سيارات تسلا الحديثة.
ويبدو أن الشركة اعتمدت على فلسفة “التقشف الهندسي” في سبيل خفض التكاليف، وهو النهج الذي وصفه ماسك سابقًا بمزاح قائلاً إنه “لعب العروش لكن بالبنسات”، في إشارة إلى محاولات تسلا المستمرة لتقليل تكاليف الإنتاج لأدنى مستوى ممكن.
ومن المتوقع أن تُطرح هذه النسخ في الأسواق العالمية، بما في ذلك أوروبا، بينما سيتأثر السوق الأمريكي بانتهاء الائتمان الضريبي الفيدرالي للسيارات الكهربائية الشهر الماضي، ما يجعل الأسعار النهائية للمستهلكين الأمريكيين واضحة باستثناء من يحصلون على حوافز محلية إضافية.
ويأتي إطلاق هذه الإصدارات في وقت بدأت فيه شركات السيارات الكبرى تراجع خططها لإنتاج طرازات كهربائية مرتفعة السعر، ما قد يمنح تسلا مساحة تنافسية أكبر، إذ تعمل فورد على منصة كهربائية منخفضة التكلفة من المقرر إطلاقها في عام 2027، بينما تستعد جنرال موتورز لإعادة طرح طراز “شيفي بولت” الشعبي، في حين تواصل شركات ناشئة مثل ريفيان ولوسيد موتورز والمنافس الجديد Slate Auto تطوير سيارات كهربائية بأسعار قريبة من نسخ تسلا الجديدة.
ورغم الانتعاش النسبي في مبيعات تسلا خلال الربع الأخير من العام، عقب فترة من الجدل السياسي المرتبط بانخراط ماسك في الشأن الأمريكي، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى استدامة هذا الزخم، فطرح نسخ “Standard” قد يساعد الشركة على جذب مزيد من المشترين، لكنه في الوقت ذاته قد يضغط على مبيعات النسخ الأعلى سعرًا ويؤثر على سوق السيارات المستعملة بشكل غير متوقع.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.