أبرمت شركة OpenAI هذا العام صفقاتٍ بقيمةٍ تُقدَّر بنحو تريليون دولار لتأمين القدرة الحاسوبية اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وهي التزامات تفوق عائداتها الحالية بمراحل وتثير تساؤلاتٍ حول قدرتها على تمويل تلك الخطط الطموحة.
تحالفات ضخمة
جاءت أحدث صفقات OpenAI هذا الأسبوع مع شركة AMD المصنعة للرقاقات، بعد اتفاقاتٍ مماثلة مع إنفيديا وأوراكل وشركة CoreWeave، ضمن سباق تخوضه OpenAI لتوفير القدرات الحاسوبية التي تراها ضرورية لتشغيل خدماتها، وفي مقدمتها ChatGPT.
وتمنح هذه الاتفاقات الشركة وصولًا إلى أكثر من 20 جيجاواط من القدرة الحاسوبية خلال العقد المقبل، أي ما يعادل طاقة 20 مفاعلًا نوويًا تقريبًا.
وبحسب تقديراتٍ داخلية في OpenAI، فإن تكلفة كل جيجاواط من قدرات الذكاء الاصطناعي تبلغ نحو 50 مليار دولار، مما يرفع التكلفة الإجمالية إلى تريليون دولار تقريبًا.
وترتبط هذه الصفقات بأكبر شركات التكنولوجيا في العالم، مما يجعل قدرتها على تحقيق الأرباح شرطًا حاسمًا للوفاء بالتزاماتها المالية المتزايدة.
التزامات مالية تفوق العائدات
يرى محللون أن OpenAI ليست في موقعٍ يسمح لها بإبرام مثل هذه الالتزامات والاتفاقات الضخمة في ظل الخسائر التشغيلية التي تتكبدها، والتي قد تبلغ نحو 10 مليارات دولار هذا العام.
وتعود جرأة OpenAI في إبرام تلك الصفقات إلى فلسفة الشركات في وادي السيليكون التي تقوم على “التظاهر بالنجاح حتى تحقيقه” وبإشراك كبار المستثمرين، إذ أصبحت كبرى الشركات “متورطة ماليًا في OpenAI” في الوقت الحالي، وفقًا لمحللين.
وتنفق الشركة مبالغ طائلة على البنية التحتية والرقاقات والكوادر البشرية، دون أن تمتلك رأس المال الكافي لتغطية هذا التوسع الضخم.
وتشمل الصفقات ترتيباتٍ مالية معقدة واتفاقاتٍ دائرية بين OpenAI وشركائها، ولم يُتفق على ملامحها النهائية بعدُ.
تفاصيل الصفقات
بحسب فايننشال تايمز، فقد تصل تكلفة اتفاقي إنفيديا و AMD إلى نحو 500 مليار و 300 مليار دولار على التوالي، في حين تبلغ قيمة اتفاق أوراكل نحو 300 مليار دولار إضافية، وكشفت CoreWeave عن عقودٍ حوسبية مع OpenAI تتجاوز قيمتها 22 مليار دولار.
وأطلقت الشركة في يناير الماضي مبادرة ستارجيت الكُبرى بالشراكة مع سوفت بانك وأوراكل وجهاتٍ أخرى، وهي تهدف إلى استثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار في البنية التحتية الأمريكية الخاصة بمشروعات OpenAI. ولم يتضح بعدُ كيف ستُدمج صفقاتها مع إنفيديا و AMD في هذا المشروع.
وحصلت OpenAI على حوافز مالية كبيرة من مورديها مقابل التزاماتها الشرائية، إذ تخطط إنفيديا لاستثمار 100 مليار دولار في OpenAI خلال العقد المقبل، في حين منحت AMD الشركة حق شراء ما يصل إلى 10% من أسهمها بسنتٍ واحدٍ للسهم، شريطة تحقيق أهدافٍ محددة مرتبطة بأداء مشروعات الطرفين وسعر سهم AMD.
ويرى محللون أن هذه العلاقات المتشابكة بين شركات التكنولوجيا العملاقة تُثير المخاوف من تضخم “فقاعة الذكاء الاصطناعي” في وقتٍ يعتمد فيه النمو الاقتصادي الأمريكي جزئيًا على الإنفاق المتزايد على مراكز البيانات.
ويرى اقتصاديون أن ما يشهده قطاع الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن يحمل سمات “الفقاعة الاقتصادية”، إذ تتسابق الشركات على ضخ استثمارات ضخمة وتقديرات مرتفعة تفوق أحيانًا القيمة الفعلية للتقنيات المطروحة، وهو ما يهدد بوصول السوق لاحقًا إلى مرحلة الانفجار والتراجع الكبير.
ولتمويل توسعها، جمعت OpenAI تمويلاتٍ ضخمة عبر بيع الأسهم والديون، إذ حصلت على 4 مليارات دولار كقروضٍ مصرفية العام الماضي، وجمعت نحو 47 مليار دولار من استثماراتٍ رأسمالية خلال الأشهر الاثني عشرة الماضية، معظمها مشروطٌ باتفاقاتٍ مع مايكروسوفت التي تُعد أكبر داعميها.
وتبلغ قيمة الشركة السوقية حاليًا 500 مليار دولار كأكبر الشركات الناشئة قيمةً في العالم، وهي تسعى إلى جمع عشرات المليارات من الدولارات في صورة ديون جديدة لتمويل مشاريع البنية التحتية.
تمويل ضخم وسط ضبابية الأرباح
أبدت وكالة موديز قلقها من حجم اعتماد أوراكل على أعمال مراكز البيانات المرتبطة بـ OpenAI، خاصةً في ظل غياب مسارٍ واضح لتحقيق الأرباح. ويتوقع أن يطمئن تعاون OpenAI مع إنفيديا المستثمرين الراغبين في تقديم قروضٍ ضخمة، نظرًا إلى قوة مركز إنفيديا المالي، إذ تجاوزت قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار.
وتتوقع OpenAI مضاعفة إيراداتها الحالية المقدرة بنحو 12 مليار دولار خلال السنوات المقبلة عبر إطلاق منتجاتٍ جديدة وزيادة عدد مستخدمي ChatGPT من أصحاب الاشتراكات المأجورة.
وقال الرئيس التنفيذي سام ألتمان إن تحقيق الأرباح “ليس من ضمن أول 10 أولويات له حاليًا”، لكنه أكد أن الشركة “واثقة وصبورة وستحقق ذلك في الوقت المناسب”.
وتراهن OpenAI وشركاؤها على استمرار النمو المتسارع في استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن تباطؤ هذا النمو أو استقراره قد يهدد الحماس الاستثماري الذي رفع أسهم الشركات المعنية بهذه الصفقات إلى مستوياتٍ غير مسبوقة.
يُذكر أن محللين في وادي السيليكون وصفوا OpenAI بأنها تعمل في “قطاعٍ أكثر استهلاكًا لرأس المال من جوجل أو مايكروسوفت في بداياتهما”، مشيرين إلى أن نجاحها في خفض التكاليف وتحقيق الكفاءة التشغيلية سيكون عاملًا حاسمًا في ضمان استدامة هذا النمو الهائل.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.