كتبت هبة السيد

يستعد ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، للحصول على مكافأة مالية ضخمة مع استمرار الشركة في تحقيق مكاسب هائلة بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي،  فبحسب تقرير إفصاح جديد، ارتفع إجمالي تعويض ناديلا عن السنة المالية 2025 بنسبة 22% ليصل إلى 96.5 مليون دولار، مقارنة بـ79.1 مليون دولار العام الماضي، في مكافأة تعكس الأداء القوي لأسهم مايكروسوفت في السوق.

ويأتى الجزء الأكبر من راتب ناديلا على شكل مكافآت أسهم تتجاوز قيمتها 84 مليون دولار، مما يعكس ارتباط دخله الوثيق بأداء الشركة فى سوق المال، إلى جانب حوافز نقدية تزيد على 9.5 مليون دولار، بينما يظل راتبه الأساسى جزءًا صغيرًا من إجمالى المقابل المالى.

وتستند الحزمة في معظمها إلى الأداء الفعلى، ومع ارتفاع أسهم مايكروسوفت بنسبة 23% منذ بداية العام، متجاوزة مؤشر S&P 500 الذي ارتفع 15% فقط، يبدو منطقيًا أن يتزايد دخل الرئيس التنفيذى، فخلال السنوات الثلاث الماضية، تضاعفت قيمة أسهم مايكروسوفت أكثر من مرتين، لترسّخ مكانتها كإحدى أكبر الشركات المستفيدة من ثورة الذكاء الاصطناعى.

يعزى هذا الأداء القوي إلى توسع مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصًا من خلال شراكتها مع شركة OpenAI وتطوير خدمات الحوسبة السحابية Azure، وبات الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من منظومة منتجات الشركة، من أدوات Copilot في حزمة Microsoft 365 إلى الخدمات الموجهة للمؤسسات عبر Azure.

وفي تقريرها المالي الأخير الصادر في يوليو، سجلت مايكروسوفت نموًا في الإيرادات بنسبة 18% على أساس سنوي، وهو أسرع معدل نمو منذ أكثر من ثلاث سنوات، متجاوزة توقعات وول ستريت، ومن المنتظر أن تعلن الشركة نتائج الربع الأول للسنة المالية الجديدة الأسبوع المقبل، وسط ترقب من المستثمرين لأداء Azure الذي يظل المحرك الرئيسي للنمو

وشهدت مكافآت ناديلا ارتفاعًا متواصلاً خلال السنوات الأخيرة؛ إذ ارتفع دخله في عام 2024 بنسبة 63% ليصل إلى 79.1 مليون دولار مقارنة بـ48.5 مليون في العام السابق، ويذكر أن نحو 90% من إجمالي دخله يأتي من مكافآت الأسهم طويلة الأجل، مما يعني أن ثروته ترتبط مباشرة بأداء الشركة.

ورغم ذلك، أبدى ناديلا استعدادًا لتقليص مكافآته في بعض المواقف، إذ طلب العام الماضي من مجلس إدارة مايكروسوفت خفض مكافأته النقدية إلى النصف من 10.6 مليون دولار إلى 5.2 مليون بعد تعرض أنظمة الشركة لعدة هجمات إلكترونية، هذه الخطوة النادرة عززت صورته كقائد متزن يتحمل المسؤولية، رغم الضغوط التي تواجه الشركة.

ورغم الأرباح القياسية، شهدت مايكروسوفت اضطرابات داخلية خلال عام 2025، إذ وجّه ناديلا رسالة لموظفيه أعرب فيها عن أسفه لقرار تسريح أكثر من 15 ألف موظف، مؤكدًا أن القرار كان "يثقل كاهله" شخصيًا.

كما واجهت الشركة انتقادات حادة بسبب تعاملها مع احتجاجات داخلية، عقب تقارير عن فصل موظفين ناشطين احتجوا على عقود الشركة مع الجيش الإسرائيلي، مما أثار نقاشًا واسعًا حول أخلاقيات العمل داخل مايكروسوفت.

ومنذ تولي ناديلا قيادة الشركة عام 2014، تحولت مايكروسوفت من عملاق برمجى تقليدى إلى قوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وقفزت قيمتها السوقية من أقل من 400 مليار دولار إلى أكثر من 3 تريليونات، لتصبح من أكثر الشركات قيمة فى التاريخ.

ومع استمرار مايكروسوفت فى قيادة سباق الذكاء الاصطناعى التوليدى، مقابل محاولات المنافسين مثل جوجل وأمازون للحاق بها، تعكس مكافأة ناديلا الضخمة دوره المحورى فى هذا التحول، إلى جانب المكاسب الهائلة التى حققتها الشركة فى عصر الذكاء الاصطناعى.

وبينما يواجه آلاف الموظفين قرارات التسريح، يواصل ناديلا جنى مكافآت ضخمة تجسد نجاحه فى تحويل مايكروسوفت إلى رمز لعصر الذكاء الاصطناعى.