حتى أقوى رجال وادي السيليكون اكتشفوا أن قوانين البناء لا تخضع بسهولة، فبعد أربع سنوات من الشكاوى والتحقيقات ورسائل البريد الإلكتروني الغاضبة، اضطر مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، إلى إغلاق مدرسة خاصة غير مرخصة كان يديرها سرًّا داخل قصره الفخم في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا.
المشروع الذي حمل اسمًا غريبًا مستوحى من إحدى دجاجات العائلة الأليفة – "مدرسة بيكن بن" – أثار تمردًا كاملاً بين السكان، بعدما تبين أنه يستقبل نحو 30 إلى 40 طفلًا منذ عام 2021 ضمن برنامج على النمط "المونتيسوري".
تفاصيل أكثر عن مدرسة مارك الخاصةبدأ كل شيء بهدوء عندما بدأ الجيران في منطقة كريسنت بارك الراقية في بالو ألتو يلاحظون سيارات تتوقف كل صباح لتوصيل الأطفال إلى منزل زوكربيرج، ما بدا في البداية وكأنه مجموعة لعب سرعان ما أثار الدهشة، وسرعان ما أدرك السكان أن مدير شركة ميتا كان يدير ما بدا وكأنه مدرسة كاملة، دون الحصول على التصاريح اللازمة من المدينة.
بحلول عام 2022 تحولت الهمسات إلى غضب منظم، إذ اتهم الجيران سلطات المدينة بالتساهل مع الملياردير وتجاهل مخالفاته المتكررة، أحد السكان كتب في رسالة رسمية لبلدية بالو ألتو:"من المدهش أن تعملوا بهذه الجدية لخدمة عائلة ملياردير واحدة بينما تتركون بقية الحي في الظلام."
لكن المدرسة لم تكن المشكلة الأولى مع سكان الحي؛ إذ عانى الجيران لسنوات من أعمال البناء المستمرة والإجراءات الأمنية المشددة والضوضاء الناتجة عن توسعات زوكربيرج، الذي اشترى ما لا يقل عن 11 عقارًا لتشييد مجمّعه السكني الضخم، حتى إن حراس الأمن التابعين له كانوا يرافقون مفتشي المدينة أثناء زياراتهم للموقع.
عندما وصلت الشكاوى الرسمية إلى السلطات في 2024، حاول مدير التخطيط في المدينة، جوناثان ليت، إيجاد "حل وسط" يسمح باستمرار الأنشطة التعليمية مؤقتًا، لكن السكان رفضوا الفكرة بشدة، معتبرين أن أي "حل متوازن" لملياردير هو تمييز واضح، وفي هذه الأثناء، حاول الفريق القانوني لزوكربيرج تبرير المشروع باعتباره "استخدامًا سكنيًا مناسبًا"، ودرس إمكانية تحويله إلى دار حضانة مرخصة من الولاية لتفادي الرقابة المحلية، لكن الخطة لم تُنفذ.
بحلول أوائل عام 2025، نفد صبر المسؤولين، في مارس، حددت المدينة 30 يونيو موعدًا نهائيًا لإغلاق مدرسة بيكين بن وإلا ستواجه إجراءات قانونية، مع ذلك، لا يزال الجيران متشككين، فقد حذر أحد السكان في رسالة بريد إلكتروني: "يرجى العلم أنكم لم تكسبوا ثقتنا، وسننتهز كل فرصة لمحاسبة المدينة".
وفقًا لسجلات الولاية، أُغلقت المدرسة رسميًا في أغسطس 2025، على الرغم من أن المتحدث باسم عائلة ميتا، برايان بيكر، أصرّ على أنها "نُقلت" فحسب، و لم يُكشف عن الموقع الجديد، مما ترك السكان المحليين يتساءلون عما إذا كانت العملية قد اختفت ببساطة، ودافعت ميجان هوريجان تايلور، المتحدثة باسم بالو ألتو، عن نهج المدينة، قائلةً لموقع WIRED إن المسؤولين "يطبقون قواعد تقسيم المناطق والبناء وسلامة الحياة باستمرار، بغض النظر عن مالك العقار".
تُعدّ قصة بيكين بن حالة نادرة من اصطدام ثروات وادي السيليكون وجهاً لوجه بالبيروقراطية المحلية، ويُسلّط النزاع أيضًا الضوء على سؤال أوسع نطاقًا يُخيّم على وادي السيليكون: عندما يلتقي طموح الملياردير بقواعد المجتمع، فمن الرابح؟ وللمرة الأولى، لم يكن عملاق التكنولوجيا هو الرابح.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
