يشهد العالم اليوم موجة غير مسبوقة من الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومع هذا الاهتمام تتغيّر ملامح سوق العمل بنحو ملحوظ. فمع أن بعض الموظفين يخشون أن تحلّ الأنظمة الذكية محلهم، تسعى الشركات في المقابل إلى استقطاب الكفاءات القادرة على التعامل بفعالية مع هذه التقنيات المتطورة.
ومع أن بعض المؤسسات تشير إلى تقليص أعداد موظفيها، فإن أخرى توسّع فرقها من خلال توظيف مختصين في مجالات الذكاء الاصطناعي، خاصة في علم وهندسة البيانات وهما من أكثر التخصصات طلبًا حاليًا.
ولفهم التأثير الحقيقي للذكاء الاصطناعي في سوق العمل في الوقت الحالي، أجرت شركة ماكينزي دراسة شاركت فيها مجموعة من الشركات، وأصدرت تقريرًا يوضح نتائج الدراسة.
الذكاء الاصطناعي.. تأثير مزدوج في الوظائف
نشرت شركة ماكينزي للاستشارات الإدارية آخرًا تقريرًا بعنوان (حال الذكاء الاصطناعي في عام 2025: الوكلاء والابتكار والتحول)، يرصد كيف تتبنى المؤسسات الذكاء الاصطناعي وتأثيره المباشر في التوظيف.
وقد استند التقرير إلى استطلاع إلكتروني أُجري في شهري يونيو ويوليو 2025، شمل نحو 1993 مشاركًا من 105 دول يمثلون شركات مختلفة في الحجم والقطاع.
وأظهرت النتائج أن أقل من 20% من المشاركين أفادوا بانخفاضٍ تبلغ نسبته 3% أو أكثر في عدد الموظفين خلال العام الماضي، وأشار عدد أقل إلى أن الذكاء الاصطناعي ساعدهم في زيادة التوظيف في مجالات محددة.
تغيّرات مرتقبة في العام القادم
تتوقع الشركات أن يتسارع تأثير الذكاء الاصطناعي في التوظيف خلال العام المقبل، إذ يتوقع 32% من المشاركين انخفاضًا في عدد موظفيهم، مقابل 43% لا يتوقعون أي تغيير، و 13% يتوقعون زيادة في التوظيف ضمن أدوار معينة.
كما أظهرت البيانات أن الشركات الكبيرة أكثر ميلًا لتقليص القوى العاملة مقارنةً بالشركات الصغيرة، وتتوقع المؤسسات التي استثمرت بعمق في الذكاء الاصطناعي حدوث تغييرات واسعة سواء كانت زيادة أو نقصانًا في عمليات التوظيف تبعًا لنوع الوظائف المتأثرة.
وأظهرت نتائج الدراسة أيضًا أن القطاعات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بانتظام تشهد تراجعًا في الطلب عللا بعض الوظائف التقليدية، مثل: خدمة العملاء والموارد البشرية والمبيعات والتسويق، في المقابل ازداد الطلب على أدوار تقنية متقدمة تشمل:
- علماء بيانات الذكاء الاصطناعي (AI Data Scientists).
- مهندسو البيانات (Data Engineers).
- مهندسو التعلم الآلي (Machine Learning Engineers).
- مهندسو البرمجيات (Software Engineers).
- مديرو ومنسقو منتجات الذكاء الاصطناعي (AI Product Owners & Managers).
مهارات جديدة تظهر إلى الواجهة
توضح Lareina Yee، الشريكة الإدارية ومديرة معهد ماكينزي العالمي، أن الذكاء الاصطناعي ما يزال في مراحله الأولى داخل كثير من المؤسسات؛ مما يجعل من الصعب تحديد تأثيره النهائي في حجم الوظائف وطبيعتها. لكنها تشير إلى أن التغيّر في المهارات المطلوبة في سوق العمل أصبح واضحًا بالفعل.
وتقول Lareina Yee: “حتى في المراحل التجريبية الأولى لتبني الذكاء الاصطناعي داخل الشركات، نرى تحوّلًا في المهارات المطلوبة داخل قطاعات متعددة. فوظائف مثل المسوقين الرقميين أصبحت تحتاج إلى دمج الذكاء الاصطناعي ضمن سير العمل اليومي”.
وأضافت أن نحو ثلث المشاركين في الدراسة يتوقعون انخفاضًا في عدد الموظفين، وقد لاحظ آخرون زيادة في التوظيف خلال العام الماضي في مجالات مثل: تكنولوجيا المعلومات وسلاسل التوريد والمبيعات.
وتقول أيضًا: “مع توسّع تبنّي الذكاء الاصطناعي، ستزداد أهمية بعض الوظائف بدل أن تختفي. فالنجاح في هذا المجال يتطلب جاهزية عالية للتعامل مع البيانات الكبيرة وتقنيات التعلم الآلي، وهو ما يدفع الشركات الكبرى إلى تكثيف التوظيف في أدوار قادرة على دمج البيانات ونمذجتها وتطبيقها على نطاق واسع”.
الخلاصة
تُظهر نتائج دراسة شركة ماكينزي أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي الوظائف بقدر ما يعيد تشكيلها، فاتحًا المجال أمام تخصصات جديدة ومهارات متطورة ستحدّد مستقبل العمل في السنوات القادمة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
