مع شعار «AI is Everything» فى معرض Cairo ICT 2025، تتجه مصر نحو جعل الذكاء الاصطناعى حجر الزاوية فى تحولها الرقمى، هذا الشعار يعكس حقيقة أن أى تقدم اقتصادى أو رقمى يعتمد بشكل متزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات الحيوية، ليصبح قوة محركة أساسية للنمو والابتكار فى الدولة.
فى القطاع الحكومى، أصبح الذكاء الاصطناعى أداة استراتيجية لتقديم العديد من الخدمات الرقمية الفعالة والسريعة للمواطنين، يمكن تحليل البيانات بشكل لحظى لتعزيز سرعة الإجراءات وتقليل البيروقراطية، مما يجعل الخدمات أكثر كفاءة وشفافية، كما تستخدم حلول الذكاء الاصطناعى فى مراقبة وتحليل الأداء، وتقديم التوصيات لتحسينه، بما يضمن جودة الخدمات العامة على مستوى كل المحافظات.
فى قطاع المدن الذكية، يساهم الذكاء الاصطناعى فى تحسين حياة المواطنين عبر إدارة المرور، الطاقة، الإضاءة، والأمن بكفاءة عالية، تطبيقات التحليل الذكى للبيانات تجعل المدن أكثر مرونة واستدامة، وتتيح متابعة الموارد بشكل لحظى، مع تعزيز تجربة المستخدمين من خلال حلول رقمية متكاملة تسهّل الحياة اليومية، كما تعمل الأنظمة الذكية على التنبؤ بالاحتياجات المستقبلية للمدن، مما يساعد فى التخطيط العمرانى المستدام.
فى القطاع الصحى، أحدث الذكاء الاصطناعى تحولاً نوعياً فى طرق تقديم الرعاية الطبية، تعتمد المنصات الحديثة على أنظمة دعم القرار الإكلينيكى المعتمدة على AI، وتحليل البيانات الطبية لحظيًا لتقديم تشخيص دقيق، وتقليل الأخطاء الطبية، وتحسين تجربة المرضى. يشمل ذلك تطوير خدمات الطب عن بعد، أنظمة إدارة المستشفيات، وتتبع الحالات الحرجة، مما يعزز جودة الرعاية ويقلل معدلات الوفيات من خلال التنبؤ المبكر بالمضاعفات الصحية.
حاليًا، يتم تنفيذ مشاريع باستخدام الذكاء الاصطناعى للكشف المبكر عن عدة أمراض، منها اعتلال الشبكية السكرى، سرطان الثدى، والجلوكوما، بما يتيح فرصًا أفضل للعلاج وأكثر كفاءة، وتعمل هذه المنظومات على تحليل ملايين الصور الطبية لاستخراج الحالات المحتملة للمرض، ما يزيد إنتاجية الأطباء ويجعل خدمات الرعاية أكثر دقة وسرعة، مع الالتزام بحوكمة صارمة لحماية بيانات المرضى.
فى مجال التعليم وتنمية المهارات، يستخدم الذكاء الاصطناعى لتطوير برامج تدريبية متقدمة تمكن الشباب من اكتساب المهارات الرقمية المطلوبة لسوق العمل الحديث، مثل البرمجة، تحليل البيانات، تطوير التطبيقات، والتسويق الرقمى، توفر هذه البرامج بيئة تعليمية تفاعلية تعتمد على المحاكاة العملية، مما يساهم فى إعداد جيل قادر على المنافسة محليًا وعالميًا، ويسهم فى بناء اقتصاد رقمى قوى ومستدام.
أما فى القطاع المالى الرقمى، فتستخدم المنصات الذكية لإدارة الأموال، الاستثمار، وتحليل سلوكيات المستهلكين لتقديم خدمات مالية مبتكرة، ما يعزز الشمول المالى ويتيح للمواطنين الوصول إلى حلول مالية آمنة وسهلة، ويوفر فرصًا أوسع للاستثمار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
اقتصاديًا، أصبح الذكاء الاصطناعى محركًا رئيسيًا للنمو، إذ يرفع كفاءة العمليات التشغيلية، يقلل التكاليف، ويزيد قدرة الدولة على المنافسة فى السوق الإقليمية والدولية، كما يسهم بشكل مباشر فى زيادة حجم الصادرات الرقمية، وتحفيز ريادة الأعمال، بما ينعكس إيجابياً على الناتج القومى ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمى للابتكار والتكنولوجيا.
الذكاء الاصطناعى أيضًا محفز رئيسى لريادة الأعمال والابتكار، حيث توفر الأدوات الذكية للشركات الناشئة فرصًا لتطوير منتجات وخدمات مبتكرة، وتحليل الأسواق، والتواصل مع العملاء بدقة وفعالية، هذا يعزز تنافسية الاقتصاد الوطنى ويخلق وظائف جديدة، ويدعم التحول الرقمى فى كل الصناعات.
كما تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بتطوير الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى منذ 2019، وإنشاء المجلس الأعلى للذكاء الاصطناعى لتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية، القطاع الخاص، والمجتمع المدني، كذلك دور مراكز الابتكار التطبيقى لاستخدام الذكاء الاصطناعى فى تحسين حياة المواطنين وتحقيق أثر تنموى ملموس.
تتضمن المشروعات الوطنية دمج الذكاء الاصطناعى فى قطاع الصحة من خلال التشخيص عن بعد، وربط الوحدات الصحية الريفية بالمستشفيات الجامعية، وتمكين الأطباء من تقديم استشارات دقيقة دون الحاجة لنقل المرضى، تهدف هذه المبادرات إلى زيادة كفاءة الأطباء، رفع إنتاجيتهم، وتحسين جودة الخدمات الصحية.
فيما يتعلق بالبنية التحتية الرقمية، تعمل الدولة على تأسيس بنية معلوماتية متقدمة لدعم القطاع الخاص والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، بما يسهم فى تعزيز انتشار استخدامات الذكاء الاصطناعى وتسريع وتيرة التحول الرقمى.
ويبرز معرض Cairo ICT 2025 منصة حيوية لعرض أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى المدن الذكية، الصحة الرقمية، التعليم، النقل، والطاقة، مع فرص للتواصل بين الشركات المحلية والعالمية وتبادل الخبرات، ما يساهم فى بناء منظومة رقمية متكاملة تدعم رؤية مصر 2030 للتحول الرقمى.
ويظهر بوضوح أن الذكاء الاصطناعى أصبح كل شىء، ليس مجرد أداة مساعدة، بل قاعدة استراتيجية لتحسين الإنتاجية، تطوير الخدمات، تمكين الشباب والمرأة، وتعزيز الاقتصاد الرقمى، مع فتح آفاق استثمارية واسعة، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمى للابتكار والخدمات الرقمية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
