- هل تعلم أن مديرنا إذا احتجنا ورق، يقول: لا أستطيع أن أوفر لكم ورق، لأني طلبت من مرجعنا ولم تأتيني الموافقة حتى الآن؟
- كم قيمة الورق؟!
- 17 ريال تقريباً!
هذا اتصال وردني قبل فترة من أحد الموظفين.
ما هذا المدير الذي لم يستطع أن يصرف 17 ريالاً على إدارته؟!
وأيضاً ترسل لي بعض الموظفات أن مديرتهن تحملهن تكاليف الاحتفالات، وجميع مناسبات عملهن مع أن الحفل بتوجيه من الإدارة العليا وليس برغبتهن.
لا أعتقد أن مثل هؤلاء قادة، وحتى لن ينجحوا ولو كانوا مديرين، فمن الذي سيتعاون معهم في التخطيط أو التنظيم أو التوجيه أو الرقابة وهم يبخلون بالعشرة والعشرين؟!
القيادة تأثير، ولن يكون القائد قائداً حتى يؤثر، ومن الصعوبة بمكان أن يؤثر القائد البخيل.
خصوصاً أن المتخصصين حددوا مصادر قوة تأثير القائد، وبينوا أنها متكاملة، فلا يغني مصدر عن مصدر، فهي أركان إذا اختل ركن اختل البناء ومن ثم تداعى، وهذه المصادر هي:
شخصيته، فمن الناس من أنعم الله عليه بسمات شخصية تحبب الآخرين فيه، وبالتالي يكسب تأثرهم ومن ثمّ طاعتهم.
والنظام مصدر ثاني، فالقائد يأخذ قوة تأثيره من منصبه النظامي، مع أنه من الأفضل ألا يفرط في استخدام هذا المصدر والتلويح به، ولكن يظل له تأثيره وقوته ولكن لوحده لا يكفي.
والقدرة على استخدام العقوبة مصدر، فإن لم يعاقب القائد من يخطئ بالأسلوب المناسب سيتجرأ البقية، وبالتالي لن يكون القائد قائداً.
والمصدر الرابع: الخبرة والمهارة، فكلما زادت خبرة القائد ومهاراته واحتاج من يعمل معه إليه كان ذلك أقوى في تأثيره، ولذلك لابد أن يطوّر القائد مهاراته مع زيادة خبراته، أما الاتكاء على الخبرة فقط وكونه أكبر من غيره، قد تكون آثاره عكسية وليست كما يريد ويتمنى حتى ولو ظن.
والمصدر الخامس: المكافأة، فإن لم يدفع القائد ولم يعط، لن يجد من يستمع إليه ويتأثر، والمشكلة التي يركز عليها هذا المقال ليست غياب المكافأة بل غياب القيام بالواجب أو الزام غيره بما هو واجبه، وهذه مشكلة كبيرة.
باختصار: القائد المميز لا ينتظر المخصصات المالية بل يدفع من جيبه على مؤسسته، ويكافئ من يستحق، إن كان يريد النجاح له ولمؤسسته.
@shlash2020