أفادت شركات ومحللون أن المصانع الصينية بدأت بإيقاف الإنتاج والبحث عن أسواق جديدة مع بدء تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات، مما أثر سلبًا على حجم الطلبات والوظائف، وفق ما ذكرته شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
قال كاميرون جونسون، الشريك الأول في شركة "تايدالويف سوليوشنز" الاستشارية ومقرها شنغهاي: "أعرف العديد من المصانع التي طلبت من نصف موظفيها مغادرة العمل لبضعة أسابيع وأوقفت معظم خطوط الإنتاج".
وأشار جونسون إلى أن مصانع الألعاب، والأدوات الرياضية، والسلع منخفضة التكلفة، كانت الأكثر تضررًا في هذه المرحلة.
اقرأ أيضاً: كيف تحاول الشركات الإفلات من الرسوم الجمركية المرتفعة لترامب؟
وأضاف: "رغم أن هذا النشاط لم ينتشر بعد على نطاق واسع، إلا أنه يحدث بالفعل في مركزي التصدير الرئيسيين: يي وو ودونغقوان، وهناك مخاوف حقيقية من تزايده مستقبلاً".
وأوضح أن هناك أملًا في خفض الرسوم الجمركية لاستعادة الطلبات، إلا أن الشركات، في الوقت الحالي، تُجبر على تسريح العمال وإيقاف الإنتاج.
تقديرات حول حجم العمالة المتأثرة
وفقًا لتقديرات بنك "جولدمان ساكس"، يعمل ما بين 10 ملايين و20 مليون عامل صيني في شركات تعتمد على التصدير إلى الولايات المتحدة.
وبلغ العدد الإجمالي للعمال المسجلين في المدن الصينية العام الماضي نحو 473.45 مليون عامل.
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية
تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين
فرضت الولايات المتحدة خلال هذا الشهر سلسلة متتالية من الرسوم الجمركية على السلع الصينية، تجاوزت نسبتها 100%، وردّت الصين بفرض رسوم مماثلة.
ورغم تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وجود محادثات مع بكين، إلا أن الجانب الصيني نفى وجود أي مفاوضات حالية.
أثر الرسوم الجمركية يتجاوز تأثير الجائحة
قال آش مونجا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "إيميكس سورسينج سيرفيسز" لإدارة سلاسل التوريد ومقرها جوانزو: "تأثير مضاعفة الرسوم الجمركية الأخيرة أكبر بكثير من تأثير جائحة كوفيد-19".
وأشار مونجا إلى أن الشركات الصغيرة، التي تملك موارد محدودة لا تتجاوز ملايين الدولارات، قد تجد نفسها خارج السوق نتيجة الزيادات المفاجئة في الرسوم.
لمواجهة ذلك، أطلق مونجا موقعًا إلكترونيًا باسم "تاريف هيلب" لمساعدة الشركات الصغيرة على إيجاد موردين خارج الصين.
استراتيجيات جديدة لمواجهة الأزمة
على سبيل المثال، تحولت شركة "وودسوول" لتصنيع الملابس الرياضية، ومقرها نينجبو بالقرب من شنغهاي، إلى البيع المباشر عبر الإنترنت داخل الصين، من خلال إطلاق قناة للبث المباشر لمنتجاتها.
وذكرت الشركة أن أكثر من نصف إنتاجها كان مخصصًا سابقًا للسوق الأمريكي، وأنه سيظل جزء كبير من الطاقة الإنتاجية معطلاً لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يتم بناء أسواق جديدة.
التجارة الإلكترونية وتعويض الخسائر
أعلنت شركة "بايدو" تعاونها مع مئات الشركات الصينية لإطلاق قنوات تجارة إلكترونية محلية، مع تقديم دعم مالي وأدوات ذكاء اصطناعي مجانية لمليون شركة.
كما أعلنت "جي دي دوت كوم" عن تخصيص 200 مليار يوان (حوالي 27.22 مليار دولار) لشراء سلع صينية مخصصة للتصدير وإعادة تسويقها داخليًا.
ومع ذلك، فإن هذا الدعم لا يغطي سوى نسبة بسيطة، تقدر بـ 5%، من إجمالي صادرات الصين إلى الولايات المتحدة التي بلغت 524.66 مليار دولار العام الماضي.
تحديات مستمرة وتوقعات مستقبلية
قال مايكل هارت، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين: "بعض الشركات أبلغتنا أن نموذج أعمالها لم يعد قابلًا للاستمرار في ظل رسوم جمركية تبلغ 125%".
وأشار هارت إلى اشتداد المنافسة بين الشركات الصينية خلال الأسبوع الماضي، مرجحًا بقاء الرسوم الجمركية بين البلدين لفترة طويلة، مع إمكانية منح استثناءات لبعض القطاعات.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.