يُعرض فيلم Wake Up Dead Man: A Knives Out Mystery حالياً في السينما، وسيتوفر عبر Netflix في 12 ديسمبر.
بعد قضاء فترة قصيرة في مجرة بعيدة جداً، أمضى المخرج الشهير رايان جونسون السنوات الثماني الماضية في العمل على المغامرات المظلمة للمحقق بينوا بلان الذي يجسده دانييل كريغ. كفيلم من إنتاج نتفليكس، سيحصل Wake Up Dead Man: A Knives Out Mystery على عرض محدود في دور السينما، لكن سيشاهده في النهاية معظم الجمهور على الشاشة الصغيرة. وهذا أمر مؤسف لأنه يمتاز بأجواء سينمائية رائعة وعلى الأرجح أن يلقى استحسان الجمهور في أواخر الخريف. كما أنه أول فيلم في السلسلة يقدم جريمة قتل بشكل مباشر بدلاً من الانحراف عن هذا النوع، وهو الأمر الذي يتبين بالنهاية أنه أفضل ما يميز الفيلم.
لا يبدأ الفيلم مع شخصية بلان بل بشخصيتنا الرئيسية الفعّالة: القس جود دوبلِنستي (جوش أوكونور)، وهو كاهن شاب تعيس الحظ مكلف بمساعدة أبرشية صغيرة ومنغلقة يديرها المتسلط جيفرسون ويكس (جوش برولين). ويكس هو رجل كبير السن متحمس يُبقي مجموعته الصغيرة تحت السيطرة من خلال خطب مليئة بالغضب والخداع، مما يدفع جود إلى شعور بالغضب تجاهه. ولكن عندما ينهار ويكس بعد إحدى الخطب بسكين في ظهره، لا توجد طريقة واضحة لكيفية قتله، رغم أن جميع الأنظار تتجه إلى جود لامتلاكه الدافع الأكثر وضوحاً. هنا يظهر بينوا بلان (كريغ)، ليجد ما قد يكون أعقد قضية واجهها حتى الآن.
بصفتي من الداعمين العامين لأفلام جونسون الذين أصيبوا بخيبة أمل شديدة في الفيلم الثاني من السلسلة: Glass Onion، من الجيد رؤية المخرج يعود بأداء قوي مع Wake Up Dead Man. لا يتفوق على Knives Out من حيث التأثير على المشاهدين، حيث يمتاز دور جود الذي يجسده أوكونور بعمق متعدد الطبقات ولكنه هادئ ولا يولد نفس القدر من التعاطف الذي قدمته مارتا التي جسدتها آنا دي أرماس في الفيلم الأول، لكنه يقترب منه، إلا أنه في النهاية يقدم أفضل قصة غموض في السلسلة. الجواب هنا ليس واضحاً، وطريقة القتل والمكائد اللاحقة مبتكرة بالفعل. وبينما ليست كل مفاصل الحبكة أو الحوارات منفذة بشكل مثالي، فإن سيطرة جونسون على أسلوبه الإخراجي قوية كما كانت دائماً.
كريغ ساحر كما هو دائماً، لكن مثل أفلام بلان السابقة، يملأ جونسون فريقه بالممثلين الموهوبين ثم يفشل بإعطاء نصفهم أي دور فعلي.
ينطبق هذا بشكل خاص على الجوانب البصرية للفيلم. حيث أن أفلام جونسون، والتي تأتي جميعها من تصوير ستيف ييدلين الذي يتعامل معه منذ أمد طويل، دائماً ما تبدو رائعة بصرياً، وWake Up Dead Man ليس استثناءً. وعلى الرغم من أن التسويق بالغ في مدى استلهام الفيلم المزعوم من الأجواء "القوطية" والتي لا تتجاوز لحظتين أو ثلاثاً بارزتين، إلا أن لوحة الألوان الترابية الخضراء-البنية واستخدام الإضاءة والإطار تخلق جواً دافئاً حقاً في المقاطع الأولى بالفيلم. وهذا يجعل التحولات المظلمة لاحقاً تبدو كغزو لمساحة هادئة لا يجب المساس بها، وبما أن الفيلم يدور حول كنيسة صغيرة تنهار بعد وفاة كاهنها، فإنه يقدم موازاة قوية لذلك.
ومع أن Wake Up Dead Man أقوى من سابقيه من حيث الحبكة، إلا أنه يشترك في نفس نقاط الضعف المتعلقة بالشخصيات. كريغ ساحر كما هو دائماً، وأداء كل من أوكونور وبرولين ممتاز، لكن مثل أفلام بلان السابقة، يملأ جونسون فريقه بالممثلين الموهوبين ثم يفشل بإعطاء نصفهم أي دور فعلي. ممثلون موهوبون مثل كيري واشنطن، أندرو سكوت، وكايلي سبيني موجودون في الفيلم، لكنهم لا يتركون انطباعاً لأن السيناريو لا يوفر لهم مساحة كبيرة. ويتضاعف الشعور بالإحباط من ذلك لأن كل عضو في أبرشية ويكس يحصل على تلميح لدافعه، لكن الفيلم لا يتعمق بالكثير منهم أكثر من الإطار السطحي للشخصية، مما يتركها عالقة تبحث عن غرض لم يقدم له الفيلم أي معنى.
بالإضافة إلى ذلك، لم يكبح جونسون نفسه ككاتب، إذ أدرج عدة إشارات ماكرة لأشياء مثل Star Wars، وصفقته مع نتفليكس، ومناقشة قوالب روايات جريمة القتل الكلاسيكية مثل The Hollow Man لجون ديكسون كار. معظم هذه النكات تبدو كما لو كان جونسون يلعب أمام الجمهور بدلاً من أن تكون الشخصيات تتصرف وفقاً لشخصياتها، وهو ما يضر بمصداقية الفيلم. قد لا يكون ذلك أمراً ذو أهمية كبيرة، لكن إذا كان جونسون ينوي الاستمرار في هذه السلسلة فمن الحكمة أن يتخلى عن هذا الاتجاه. ومع ذلك فإن المخرج صاحب الرؤية الذي يصنع أفلاماً بعد Knives Out الذي قلب صيغة أفلام ألغاز جريمة القتل الكلاسيكية وGlass Onion ذو الحبكة الثقيلة والسيئة التنظيم، يقدم هنا لغز جريمة حقيقي بدون أي مماطلة، وهو بالضبط ما كانت السلسلة بحاجة إليه.
- ترجمة ديما مهنا
قد لا يكون Wake Up Dead Man أفضل فيلم لبينوا بلان، لكنه ينجح بفضل الالتزام بتوقعات هذا النوع من الأفلام بدلاً من محاولة التفوق عليها. قد لا يلاحظ عشاق السلسلة الفرق، لكن من كانوا يتوقون إلى لغز تقليدي أكثر على عكس الفيلمين السابقين، سيغادرون على الأرجح بشعور من الرضا. ومع ذلك يظلم الفيلم طاقمه بالكامل بعض الشيء، وهو ما يشكّل أكبر نقطة ضعف ينبغي معالجتها إذا قرر رايان جونسون مواصلة هذه السلسلة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
