يمكن قراءة الجزء الثاني من المقال هنا

Songs of Conquest

• المطور: Lavapotion
• المنصّات: الحاسب الشخصي (PC)، Xbox Series X/S، PS5، Nintendo Switch

تُعد Songs of Conquest لعبة مغامرات استراتيجية تعتمد على الأدوار (Turn-Based) وتقدّم مزيجًا رائعًا يجمع بين الأسلوب الحديث والإحساس الرجعي المستوحى من ألعاب التسعينيات، وذلك من خلال رسومها البيكسلية (Pixel Art) المصمّمة بعناية، والتي تمنح العالم جاذبية خاصة تجمع بين البساطة والعمق الفني.

تقع أحداث اللعبة في عالم Aerbor، حيث تقود مجموعة من السحرة المعروفين باسم Wielders. وتتمثل مهمتك في خوض معارك ضد الجيوش المعادية، واستكشاف الأراضي المحيطة، والبحث عن القطع الأثرية القوية التي تمنحك قدرات جديدة وتساعدك على توسيع نفوذك وبناء قوتك.

ويمكنك لعب اللعبة منفردًا أو مع صديق عبر نظام اللعب التعاوني المحلي (Split-Screen Co-op)، مما يوفر تجربة مرنة تناسب مختلف أنواع اللاعبين. وتتيح لك اللعبة استكشاف مجموعة كبيرة من الخرائط المتنوعة، وجمع الموارد وإدارتها، بالإضافة إلى تطوير تقنيات جديدة تساعدك في التقدم وتحقيق الهيمنة على المناطق المختلفة.

وفي ساحات القتال، تعتمد اللعبة على مزيج من السحر القوي وقدرات الوحدات القتالية، حيث تُستخدم المهارات والتعاويذ ضمن نظام أدوار تكتيكي يمنح المعارك عمقًا حقيقيًا ويتطلب من اللاعب التفكير في كل خطوة بعناية. كما توفر اللعبة خيارات عديدة لتخصيص الجيوش، مما يعزز التجربة ويجعل كل مواجهة مختلفة عن الأخرى.

وبفضل هذا المزيج المتقن بين النوستالجيا وأسلوب اللعب الحديث، تُعتبر Songs of Conquest واحدة من أقوى الألعاب التي تستعيد روح الألعاب الكلاسيكية الشهيرة وتقدّمها في قالب عصري جذاب يناسب جمهور اليوم.

Distant Worlds: Universe

• المطور: Code Force
• المنصّة: الحاسب الشخصي (PC)

كلمة “Universe” في عنوان اللعبة ليست مجرد تسمية؛ فهي تعكس بدقة حجم اللعبة وضخامة ما تقدمه. فـ Distant Worlds: Universe ليست مجرد لعبة 4X عادية، بل هي تجربة واسعة للغاية تطلب منك بناء إمبراطورية فضائية ضخمة تمتد عبر أكبر مساحة ممكنة من الكون. وتمنحك اللعبة القدرة على ضم أجناس فضائية مبتكرة ومتنوعة إلى حضارتك، بطرق دبلوماسية أو اقتصادية أو عسكرية، إلى أن تصل  نظريًا  إلى حكم ما يصل إلى 1,400 كوكب مُولّد عشوائيًا، وهو رقم هائل يعكس حجم العالم الذي تتحرك بداخله.

ورغم هذا الاتساع المذهل، فإن اللعبة لا تُشعر اللاعب بأن الأمر خارج السيطرة. يمكنك اختيار إدارة كل تفصيلة صغيرة بنفسك عبر نظام الميكرو-إدارة، أو يمكنك ترك الكثير من المهام للذكاء الاصطناعي كي ينفّذها نيابة عنك. وهذا الخيار يصبح ضروريًا في مرحلة من المراحل، لأن حجم الإمبراطورية قد يتجاوز قدرة اللاعب على متابعة كل التفاصيل في وقت واحد.

وتنتمي Distant Worlds: Universe إلى ألعاب نادرة تُعطي كل واحد من عناصر 4X الأربعة اهتمامًا ضخمًا ومتوازنًا:

• Explore – الاستكشاف عبر مجرات واسعة وكواكب مجهولة،
• Expand – التوسّع إلى مساحات هائلة،
• Exploit – الاستغلال الدقيق للموارد،
• Exterminate – القضاء باستخدام أساطيل فضائية قوية،

بل إنها، بحسب كثير من اللاعبين، تقدّم أكثر من ذلك بكثير، عبر أنظمة إضافية للتجارة والدبلوماسية والاستخبارات والتجسس، مما يجعل كل قرار  صغيرًا كان أو كبيرًا  يؤدي إلى نتائج واسعة التأثير، ويخلق مسارات لعب مختلفة في كل جولة.

وبسبب كل هذه الخيارات العميقة، تمنحك اللعبة إحساسًا بأنك تدير إمبراطورية حقيقية بكل تعقيداتها، وليس مجرد الاستعداد للحرب وانتظار لحظة الهجوم. إنها لعبة ضخمة، معقّدة، ولكنها في الوقت نفسه مرنة، مما يجعلها أحد أقوى العناوين في تاريخ ألعاب 4X الفضائية.

Galactic Civilizations 3

• المطور: Stardock Entertainment
• المنصّة: الحاسب الشخصي (PC)

الكون بأكمله هو ملعبك  فـ Galactic Civilizations 3، أو Galaxy Civ كما يلقّبها عشّاق السلسلة، تُعد واحدة من أضخم الألعاب في مجال 4X، حيث تمنحك حرية غير مسبوقة لتصميم عرقك الفضائي الخاص وبناء أسطول سفنك الفريد، مما يجعل مرحلة بناء الحضارة بحد ذاتها تساوي في أهميتها مرحلة غزو الحضارات الأخرى. فاللاعب هنا لا يشارك فقط في سباق كوني للسيطرة، بل يخلق هوية كاملة لحضارته من الصفر.

وتضم اللعبة مجموعة كبيرة من الفصائل المميزة ذات السمات المتباينة، وكل فصيل مصمم بعمق مذهل ينعكس على طريقة لعبه واستراتيجياته وقدراته. كما تعتمد اللعبة على نظام السمات الأيديولوجية الذي يشكل كل جانب من جوانب حضارتك — سياسيًا، اقتصاديًا، عسكريًا، واستعماريًا  بحيث تؤثر اختياراتك الفكرية على مجريات اللعب بشكل حقيقي، لتصبح التجربة بالفعل تجسيدًا لمعنى Civilizations بكل جوانبه.

ويبدو واضحًا أن فريق التطوير في Stardock Entertainment استمتع بشكل كبير بتصميم الأجناس الفضائية والتلاعب بخلفياتها وتاريخها وخصائصها الثقافية. هذا الشغف يظهر في كل تفاصيل اللعبة، من تصاميم السفن، إلى شكل الخريطة، إلى طبيعة الموارد، إلى التفاعل بين الحضارات. ونتيجة لذلك، تشعر في كل جولة بأنك تكتشف شيئًا جديدًا — سلالة نادرة، حضارة غريبة، تقنية غير متوقعة، أو شخصية دبلوماسية تضيف بعدًا جديدًا للصراع.

وتُعد Galactic Civilizations 3 واحدة من الألعاب التي تتقن تقديم تجربة 4X كاملة وشاملة، مع تركيز حقيقي على بناء حضارة لها هوية واضحة، وليس مجرد قيادة جيش أو السيطرة على كوكب. إنها لعبة تمنحك الشعور بأنك تمسك بمفاتيح التطور الكوني، وتحدد مصير جنس فضائي بأكمله، خطوة بعد خطوة.

Sins of a Solar Empire: Rebellion

• المطور: Stardock، Ironclad Games
• المنصّة: الحاسب الشخصي (PC)

تُعد Sins of a Solar Empire: Rebellion واحدة من أكثر ألعاب 4X سهولة في الاقتراب والفهم، فهي تقف في مكان مميز بين الألعاب التي تمتلك أنظمة معقدة للغاية لدرجة أنك تجد نفسك مضطرًا إلى التخلي عن جزء من التحكم للذكاء الاصطناعي كما في Distant Worlds، وبين الألعاب التي تتغلب على شعور الإرهاق من خلال الاستمرار في التعمق والتقدم رغم ضخامتها مثل Stellaris. وهذا التوازن هو ما يجعل اللعبة جذابة وممتعة دون أن تكون متطلبة بشكل مبالغ فيه.

وقد كان الجزء الأصلي، Sins of a Solar System، يركز بشكل كبير على القتال الفضائي بوصفه المحور الأول للعبة. أما نسخة Rebellion فقد أعادت صياغة التجربة عبر تحقيق توازن أفضل يراعي جوانب بناء الإمبراطورية الأخرى مثل التوسع، والدبلوماسية، والاقتصاد، وتطوير التقنيات، دون أن تتخلى عن قوة المعارك التي كانت أساس نجاح اللعبة. وهذا المزج بين القتال والإدارة هو ما يمنح اللعبة هويتها الواضحة.

وتُعتبر محاولة التوازن بين هذه الأنظمة المتعددة تحديًا صعبًا للغاية في عالم ألعاب 4X، فقلّة من الألعاب تستطيع تنفيذ ذلك دون أن يصبح أحد الجوانب ضعيفًا أو زائدًا عن الحد. ولذلك، فإن نجاح Sins of a Solar Empire: Rebellion في تقديم تجربة متوازنة، وبوتيرة لعب يمكن إدارتها بسهولة، يجعلها عنوانًا بارزًا يتفوق على الكثير من منافسيه.

ومع كل هذا، تحتفظ اللعبة بجوهرها: معارك فضائية ضخمة، وقدرة على إدارة أساطيل هائلة، مع تقديم خيارات استراتيجية حقيقية تسمح للاعب ببناء إمبراطورية فضائية تستحق اسمها. إنها لعبة تمنحك القوة والشمولية دون أن تغرقك في التعقيد، وهذا ما يجعلها واحدة من أفضل ألعاب 4X الفضائية حتى اليوم.