الشارقة: سارة المزروعي
هل تساءلت يوماً عن سر الدخان الأبيض الذي يزحف على الأرضية في الحفلات والعروض المسرحية وفي بعض الأحيان عند تقديم الأطعمة والمشروبات؟
يبدو المشهد وكأنه سحر بصري، لكنه في الحقيقة نتاج مادة تُعرف باسم الثلج الجاف، أي ثاني أكسيد الكربون في حالته الصلبة، يتميز هذا الثلج ببرودة شديدة تصل إلى نحو –78 درجة مئوية تحت الصفر، ولا يذوب إلى ماء كسائر أنواع الجليد، بل يتحول مباشرة إلى غاز في عملية تُسمى التسامي، وبمعنى أبسط، التسامي هو انتقال المادة من الحالة الصلبة إلى الغازية دون المرور بالسائلة، وهو ما يجعل الثلج الجاف يطلق بخاراً كثيفاً عند تعرضه للحرارة.
وبفضل هذه الخاصية، بدأ استخدام الثلج الجاف في الأساس لأغراض عملية، إذ يُستعمل على نطاق واسع في حفظ الأطعمة أثناء الشحن لمسافات طويلة، خاصة اللحوم والمأكولات البحرية والآيس كريم، لقدرته على البقاء بارداً لفترات أطول من الثلج العادي، كما تعتمد عليه بعض المختبرات الطبية في نقل العينات واللقاحات التي تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة جداً.
لكن شهرته الجماهيرية جاءت من عالم العروض والفنون، فعندما يُضاف الثلج الجاف إلى الماء الساخن، ينتج بخار أبيض كثيف يتحرك ببطء على الأرضية ليكوّن أجواءً ضبابية ساحرة، يستخدمها منظمو الحفلات والأعراس لإضفاء لمسة مسرحية، أو لإبراز لحظة دخول العروسين على سبيل المثال، كما يُستعمل في العروض المسرحية والسينمائية لتقليد الضباب أو دخان الانفجارات. ولم تتوقف استخداماته عند هذا الحد، بل دخل حتى إلى المطاعم والمقاهي، حيث يُستعمل لإضفاء لمسة مدهشة على الأطباق أو المشروبات، فمشهد الكأس وهو يتصاعد منه دخان أبيض يضيف عنصر المفاجأة ويحوّل تقديم الطعام إلى تجربة بصرية لا تُنسى.
ورغم مظهره المدهش، فإن التعامل مع الثلج الجاف يحتاج إلى حذر شديد، فهو شديد البرودة وقد يسبب حروقًا جلدية عند لمسه مباشرة، لذلك يُنصح دائماً باستخدام قفازات خاصة، وعدم تخزينه في أماكن مغلقة تماماً لأنه قد يرفع تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
