الفصل الثاني — صعود Xbox 360
خلال فترة الأربع سنوات التي عاشها Xbox الأصلي، لم تتوقف Microsoft عن البحث والتطوير من أجل الجهاز التالي، فقد أدركت الشركة أنه رغم نجاح الجهاز الأول إلى حد ما، إلا أنه كان يعمل في وضع غير متكافئ مقارنة بـ Sony و Nintendo، وهذا يعني في النهاية أنه إذا أرادت Microsoft أي فرصة حقيقية لمنافسة عمالقة الصناعة، كان عليها إطلاق جهاز الجيل التالي قبل أي منهم، ومع Xbox 360، قامت Microsoft بذلك بالضبط، إذ تم إطلاقه قبل PlayStation 3 وحتى قبل جهاز Nintendo التالي — Wii — في عام 2005.
وكما يمكن لأي شخص أن يتوقع، منح هذا Microsoft ميزة ضخمة، حيث كان هناك قاعدة جماهيرية من عشاق الألعاب المنزلية تبحث عن رسوميات عالية الجودة، خصوصًا أن Xbox الأصلي و PS2 و GameCube كانت جميعها تظهر عليها علامات التقدم في العمر، وفي ذلك الوقت كانت تقنيات الرسوميات تتطور بسرعة، لذا لم يكن من غير المألوف أن تبدو رسوميات ألعاب الأجهزة القديمة قديمة بسرعة.

دخل Xbox 360 السوق بقوة مع العديد من عناوين الإطلاق التي لفتت جمهور Microsoft الذي تشكل بفضل إصدار Halo الأصلي، وهذا يعني أنه بينما كان الناس ينتظرون إصدار Halo الجديد، كانت غرف السكن الجامعية حول العالم جاهزة للعبة التالية في السلسلة بفضل امتلاكهم Xbox 360 للعب ألعاب رياضية مثل FIFA 06 و Madden NFL 06 و NBA 2K6، ولم تكن هذه الألعاب الوحيدة المتاحة، فقد حصلنا أيضًا على لعبة الرعب الكلاسيكية المقلّلة من قيمتها Condemned: Criminal Origins، ولعبة السباقات الكلاسيكية ذات الطابع الجماهيري Project Gotham Racing 3.
إلى جانب ذلك، كانت الأنظمة الأساسية تحت الألعاب في Xbox 360 مثيرة للإعجاب أيضًا، فقد احتوى الجهاز على العديد من الميزات الجديدة التي لم تُرى في السوق من قبل، مع توسيع كبير لخدمة Xbox Live، بما في ذلك الإنجازات Achievements، ونظام الحفلات القوي للعب الجماعي عبر الإنترنت، وبالطبع Xbox Live Arcade، الذي عزز الحياة المبكرة للجهاز بفضل قيام العديد من مطوري الألعاب المستقلين بجعله موطنًا لهم، وهنا رأينا ألعابًا مثل Braid و Bionic Commando Rearmed و Castle Crashers و Geometry Wars و Shadow Complex.
وعلى الرغم من نجاح Xbox 360 الكبير بفضل معدلات التبني المبكرة، وسلاسل الألعاب الممتازة من إنتاج الشركة مثل Halo و Forza Motorsport و Gears of War، والعلاقات القوية التي شكلتها Microsoft مع مطوري الطرف الثالث، إلا أن الأوقات الجيدة لم تكن لتستمر طويلاً، إذ أن استعجال إطلاق الجهاز إلى السوق أدى إلى تقليص بعض الجوانب أثناء عمليات التصنيع، وهو ما تجسد لاحقًا في ظاهرة Red Ring of Death، أو RROD كما أصبحت تُعرف، لكن Microsoft تعافت بسرعة، حيث تمكنت من استعادة جزء من الثقة عبر تقديم ضمانات شبه غير محدودة لأجهزة Xbox 360 المتأثرة بـ RROD، كما حسّنت الشركة عمليات التصنيع ومراقبة الجودة لضمان ألا تعاني الإصدارات المستقبلية من نفس المشكلة.

وفي نفس الفترة، حدثت بعض التطورات الرئيسية التي هزت سوق الأجهزة المنزلية إلى جوهره — إذ أصبح Xbox 360 يعتبر المنصة الأساسية لمطوري الطرف الثالث الذين يسعون لإصدار ألعاب متعددة المنصات، والنجاح الباهر لجهاز Nintendo Wii، وبينما كان الأمر الأول خبرًا سارًا لـ Microsoft — إذ بدأت بعض الألعاب في الحصول على محتوى إضافي DLC قبل PS3 — كان الأمر الثاني دافعًا للشركة لإنشاء جهاز Kinect.
لا تفهموني خطأ، فـ Kinect كان قطعة رائعة من الأجهزة وحتى ظهرت بعض الألعاب المبتكرة لها، إلا أنه تسبب أيضًا في إصدار ألعاب رقص نصف مكتملة وألعاب حفلات منخفضة الجودة موجهة للأطفال، لأن Microsoft أرادت جزءًا من عائدات Wii Sports أيضًا، وقد اعتبرت الشركة الكاميرا الحساسة للحركة — وهي تقنية مذهلة حقًا في ذلك الوقت — جزءًا مهمًا من هوية Xbox بشكل عام لدرجة أنها استمرت حتى الجيل التالي من الأجهزة.
وهنا بدأت تفقد Microsoft جزءًا كبيرًا من الثقة التي اكتسبتها من استجابتها لأزمة RROD، وكذلك من امتلاكها حقوق أولية لمحتوى DLC لألعاب الطرف الثالث على جهازها، وفي عام 2013، كانت Microsoft على وشك الكشف عن Xbox One في عرض تقديمي شاركت فيه شركات ألعاب كبرى مثل EA و Activision.
كاتب
أبحث دوما عن القصة الجيدة والسيناريو المتقن والحبكة الدرامية المثيرة في أي لعبة فيديو، ولا مانع من التطرق للألعاب التنافسية ذات الأفكار المبتكرة والمثيرة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
