عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

«حتّا كاياك».. رحلة فريدة بين الماء والجبال


حين تتباطأ الخطوات لأن المكان يستحق الإصغاء، وحين تصمت الجبال لتمنح الماء حقّ الحكاية، تبدأ حتّا بالكشف عن روحها هنا، لا يُقاس الجمال بما يُرى فقط، بل بما يُحَسّ فوق صفحة السدّ، تنزلق المجاديف كأنها تكتب سطوراً من ضوء، وتتحول الجبال إلى شهود صامتين على لحظة صفاء نادرة، في «حتّا كاياك، لا يزور الإنسان المكان بقدر ما يذوب فيه، حيث يتعلّم الزمن أن يهدأ، وتكتشـــف الروح أن أبسط المشاهد قادرة على أن تترك أثراً لا يُمحى.
فمنذ اللحظة الأولى لوصول الزائر إلى موقع حتّا كاياك، يتبدل الإحساس بالزمن عبر الجبال الشاهقة التي تحيط بالمكان، وانعكاس ألوانها على صفحة المياه الهادئة، تصنع مشهداً أقرب إلى لوحة طبيعية مفتوحة هنا، لا ضجيج ولا استعجال، بل مساحة للتأمل والاستمتاع بتفاصيل غالباً ما تغيب عن الذاكرة في زحمة المدن.
وأكثر ما يميز «حتّا كاياك» توقيت الغروب، حين تبدأ الشمس في وداع الجبال ببطء، وتتحول السماء إلى مسرح للألوان الدافئة في تلك اللحظات، يصبح المكان أشبه بملاذ روحي، حيث يختلط جمال المشهد بسكون الماء، وتتحول التجربة إلى ذكرى لا تُنسى. كثير من الزوار يصفون الغروب في حتّا كاياك بأنه اللحظة التي يشعرون فيها بالانفصال التام عن العالم الخارجي
ويقول عبد الناصر راجي: يقصد الزوار «حتا كاياك» من أجل تجربة قوارب التجديف في بحيرة حتا المملوءة بأنواع الأسماك الملونة التي ترحب بالزوار يومياً، حيث تتوافر مجموعة واسعة من قوارب التجديف «الكاياك»، بما فيها القوارب المجهزة بالبدالات والدراجات المائية، والقوارب الكهربائية على شكل أقراص «الدونات» ما يقدم تجربة غامرة لكل من ينشد قضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة بعيداً من صخب المدينة.
تقول نهى الكسواني، زائرة من دبي: «لم أرَ من قبل مكاناً يجمع الهدوء والجمال بهذا الشكل. الغروب على الكاياك كان مشهداً ساحراً لن أنساه».
ويضيف محمد قطب، أن التجربة أكثر من مجرد ، إنها رحلة شعورية، شعرت وكأنني أستعيد نفسي بين الطبيعة والماء في قلب الجبال الهادئة، حيث تتعانق الطبيعة مع السكون، تبرز «حتّا كاياك» كإحدى أبرز التجارب السياحية التي أعادت تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان، ليست مجرد نشاط ترفيهي عابر، بل رحلة بصرية وشعورية تأخذ الزائر إلى عمق المشهد الطبيعي، وتمنحه فرصة نادرة لاكتشاف حتّا من زاوية مختلفة؛ من فوق الماء وبين أحضان الجبال.
أما سارة أحمد، الزائرة من أبوظبي، فتقول: الأطفال استمتعوا كثيراً، وكانت لحظة تجمع الأسرة، في هدوء وراحة لا توجد في المدينة.
ولا تقتصر أهمية حتّا كاياك على الجانب الجمالي فقط، بل تمتد لتشكل جزءاً من الرؤية السياحية المتكاملة لمنطقة حتّا، التي تسعى إلى تعزيز البيئية والمستدامة.
ويرى خالد الشيخ، أن الأنشطة المقدمة تحترم طبيعة المكان، وتحافظ على هدوئه وتوازنه البيئي، ما يعكس وعياً متزايداً بأهمية الاستثمار في الطبيعة من دون الإضرار بها.
ويمكن رؤية اللوحة الجدارية الضخمة التي يبلغ طولها 80 متراً وعرضها 30 متراً، وتُكرّم المؤسّسين المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، حيث سجلت أكبر لوحة جدارية مرسومة دخلت «موسوعة غينيس» للأرقام القياسية.
وتقول أروى هزاع: أسهمت حتّا كاياك في تنشيط الحركة السياحية بالمنطقة، وجعلها محطة مفضلة للزوار من داخل الدولة وخارجها، خاصة خلال موسم الشتاء. وأصبحت التجربة عنصر جذب رئيسياً يُكمل باقة الفعاليات والمشاريع السياحية التي تشهدها حتّا، من مسارات المشي الجبلي إلى الفعاليات الثقافية والمجتمعية.
ويقول عبد الحميد إسماعيل: حتّا كاياك ليست مجرد وجهة، بل قصة مكان نجح في تحويل هدوئه الطبيعي إلى تجربة سياحية متكاملة، تجربة تعلّم الزائر أن الجمال لا يحتاج إلى صخب، وأبسط اللحظات مجداف على الماء، جبل فــي الأفـــق، وشـــمـــس تغرب ببطء قد تكون كافــيـة لــتـرك أثــرٍ عميق لا يُنسى.
وترى عزة الحاج، أن حتّا تواصل ترسيخ حضورها إحدى أهم الوجهات السياحية الجبلية في ، مقدمة نموذجاً مختلفاً للسياحة، يقوم على احترام الطبيعة، وصناعة التجربة، وترك الذاكرة تتحدث عن نفسها.
وتضيف فعاليات «شتا حتا»، سحراً إضافياً للمكان، ويستقبل أبناء المنطقة المهرجان الشتوي بحفاوة استثنائية، حيث يحول حتا إلى وجهة سياحية تجمع بين سحر الطبيعة والمغامرات والأنشطة الترفيهية، على مدار هذه الفعالية الممتدة إلى 28 ديسمبر.
وأشار راشد ماجد البدواوي مدير عام هتان للاستثمار، إلى اهتمام حكومة الإمارات بمنطقة سد حتا من أجل تنشيط السياحة البيئية والترفيهية والتوظيف الأمثل لمقوماتها الطبيعية والسياحية في حملة «شتانا في حتا» وقال: إن زيادة أعداد الزائرين المواطنين والمقيمين والسياح، تزداد في كل موسم، ويفوق عددهم الـ 10 آلاف في اليوم الواحد. وموسم الشتاء هو ما يميز دبي ومنطقة حتا تحديداً
وتتنوع القوارب في «كاياك حتا» بين القوارب لشخص أو أكثر و«البدل بوت» و«الدونات بوت إلكتريك»، والقوارب الأسرية للمجموعات، لاكتشاف المنطقة بطريقةٍ استثنائية، كما تستطيع الأسر حجز تلك القوارب والاستمتاع بها في منطقة سد حتا طوال اليوم، لما تتمتع به المنطقة من أمن وأمان وضمان سلامة الزوار.
بدأ مشروع «الكاياك» بفكرة مبتكرة لمواطنين دعمتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، بهدف تحويل منطقة «سد حتا» إلى وجهة لرياضة قوارب التجديف «الكاياك»، وتحويلها إلى واحدة من الوجهات الرياضية والسياحية ليس في الدولة فقط، وإنما في المنطقة كلها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا